26‏/11‏/2009

في العيد لازم نفرح ..

الله اكبر .الله اكبر .الله اكبر .لا اله الا الله .الله اكبر.الله اكبر .ولله الحمد

الآن أضحك وابتسم .. اليوم يوم عيد ,,

هذه مكانة العيد . فالفرح فيه عبادة. الفرح فيه طاعة و سعادة . الفرح فيه عبودية .

فينبغي أن نتقرب فيه إلى الله الذي أضحك وأبكى،

فشرع لنا ما يُضحكنا ،و هذه خصوصية لأهل الإسلام.

فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أتى المدينة وجدهم يلعبون في يومين فقال:

" لقد أبدلنا الله خيرا منهما الفطر والأضحى" .

و الله تعالى يقول :

(وَلِتكمِلوا العِدَّةَ وَلِتكَبِّروا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكم وَلَعَلَّكم تَشكرونَ )

فالله أمرنا بالتكبير والتكبير لا يكون إلا للفرح .

{قل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحوا هوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعونَ}

فافرح بفضل الله سبحانه و تعالى أن امتن عليك بمنن عظيمة و آلاء متوالية


دعونا الآن من هموم و أحزان كثيرة نتعايشها سواء فى مجتماعتنا الصغيرة أو الكبيرة

فرحك الآن عبودية .. أنت تؤجر على ذلك

ولكن بدون اسراف (ان الله لا يحب المسرفين )


ولكن لا تنس قول ربنا: ولَا تَركَنوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكم النَّار

فتبتعد عن معصية الله و عن الشبهات و المخالفات

الفرح الحقيقى لا يكون الا بطاعة الله

لان السعادة رزق من الله

وما عند الله لايُنال الا بطاعته

ادخل السرور على قلوب اهلك ووالديك

من درس أحلى عيد

للشيخ هانى حلمى

25‏/11‏/2009

الرساله التاسعة : جنة المعرفة يوم عرفة ... و برنامج يوم عرفة‏

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد ... أحبتي في الله ..

أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهه خالصة ، ولا يجعل فيها لأحد غيره شيئًا ، يا ربنا بلغنا مما يرضيك آمالنا ، يا رب اختم هذه العشر بخير ، واجعل خير أعمالنا خواتيمها ..

أحبتي ..

يقدم علينا خير أيام السنة " يوم عرفة " .. يوم العتق الأكبر ، يوم المغفرة المضاعفة " يكفر سنتين " ، يوم عيد لأهل الإيمان ، فنسأل الله تعالى أن يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته .


وأريد أن نحيي هذا اليوم هذا العام بطريقة مختلفة ، أريد أن نستشعر معاني الإيمان فيه ، وأن نتعبد الرحمن بقلوبنا قبل جوارحنا ، وقد وضعت لكم خطة إيمانية للتعرف على الرحمن يوم عرفة بتجديد النوايا في الأعمال ،



وهذا من خلال تدبر السورتين اللتين ذكرا فيهما يوم عرفة ، وهما سورة البروج وسورة الفجر ، في قوله تعالى : " وشاهد ومشهود " فالمشهود هو يوم عرفة كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله " والشفع والوتر " فالوتر يوم عرفة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .


فهذه جنة المعرفة بالله تعالى نجعلها لمن يريد ثواب " يوم عرفة " فأعينوني بقوة ، واستعينوا بالله ولا تعجزوا .

لو تأملنا السورتين نجد أنهما بدأتا بذكر " النور " : " والسماء ذات البروج " " والفجر " وكأن في هذا إشارة للإشراق الذي سيحدث لكل من يفهم هذه المعاني ويطبقها في حياته .

ثم في السورتين جاء ذكر فضل الأيام الجليلة والتنبيه إلى ارتباط تعظيمها بهذا النور ، " وليال عشر والشفع والوتر " " واليوم الموعود وشاهد - وهو يوم الجمعة - ومشهود "


ثم ذكر فيهما شأن الصراع بين الحق والباطل " قتل أصحاب الأخدود " وهناك " ألم تر كيف فعل ربك بعاد ....إلى أن قال " إن ربك لبلمرصاد " وهنا الدرس الأول :

(1) اليقين الباعث على التضحية والبذل كما صنع أصحاب الأخدود وكما صنع المؤمنون في صراعهم مع أهل الكفر في كل زمان .

وأنت عليك أن تبرهن على إيمانك بعمل تبذل فيه طاقتك ، تصدق بصدقة كبيرة لم تصنعها من قبل ، " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ، الآن أنت متخوف من عواقب أن تستن بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنت متخوفة من أن يقول عنك الناس لو صرت كحال أمهات المؤمنين في لباسهن ، والله لو عندنا يقين وثبات لبذلنا كل ما نستطيع حتى يرضى ، هذه أعظم القربات فمن يثلج الصدر بقرارات شجاعة وأعمال فذة تكون أعظم قربة في يوم عرفة ؟؟؟؟


(2) الذل والانكسار بين يدي العزيز القهار ، استفدنا ذلك من قوله " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز " فأنت في عرفة المعرفة إذا عرفت ربك بصفة العزة ، عرفت نفسك بصفة " الذل " فحينها تخضع وتنقاد لأمر ربك ، لا تعرف الاعتراضات ولا الحجج الواهية ، بل تتقبل بمنتهى التواضع كل ما يأتيك عن الله من أوامر أو نواهي ، فانظر في شيء أنت تعرف أنك لا تستطيع فعله وجاهد نفسك في أن تلزمها به ، و " اسجد واقترب " وتذلل وانكسر في كل نافلة ستصليها يوم عرفة ، وأنت تناجي ربك بأن يسجد معك قلبك ، عسى أن يلين وينكسر .


(3) دوام الشكر ، واللهج بالحمد ، ليكون لك المزيد ، وقد استفدنا هذا من معرفة ربنا باسمه " الحميد " في قوله " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ، فتذكر نعمه عليك ، وأنت لا تستحق أن تشهد عرفات ، لكن كريم أكرم جواد ، فالحمد لله حمدًا كثيرا طيبًا مباركًا فيه ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله .


(4) المراقبة ، فلا تسمح لقلبك بالغفلة ولا تسمح لنفسك بالسرحان ، ركز ، واعلم أنَّ ربك " على كل شيء شهيد " فاعبد الله وأنت تشهد أنك تراه ، أو على الأقل هو يراك ، فاتق الله في خطراتك ، وكلما راودتك نفسك في يوم عرفة للشرود ، غيِّر من أحوالك ، إن كنت ذاكرًا فقم للصلاة ، إن كنت مصليًا فزد في قراءة القرآن ، وهكذا " لا للشرود "


(5) حسن الظن بالله ، وقد كنا في جنتها بالأمس ، وأظنها لن تمحى من الذاكرة ، وقد استفدناها من قوله تعالى " ثم لم يتوبوا " فرغم أن هؤلاء الجبابرة العتاة فتنوا أهل الإيمان إلا أن الله تعالى يرجو لهم التوبة ، فيا رب هذا فعلك بمن فتنوا عبادك ، فكيف فعلك بمن يرجو لقاءك ؟؟؟ فكونوا على حسن الرجاء ، فإن شاء الله سيغفر لنا ، وسنعتق يوم العتق الأكبر بفضله وجوده وكرمه وما ذلك على ربي بعزيز .


(6) الإيمان والعمل الصالح ، ومن أعظم تلك الأعمال أن تصنع شيئًا متعديًا النفع للناس ، استفدنا هذا من قوله تعالى :" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات " يا رب تكون لنا جنات في الدنيا كما كنَّا في " أيام في الجنة " وجنات في الآخرة ، وهذه الأعمال الصالحات تراها في سورة الفجر " كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين " كفالة اليتيم ، المسح على راسه ، إطعام الطعام للفقراء والمساكين ، فأوصيك بذلك الخير .


(7) الخوف من الجليل الذي يزرع التقوى في القلوب ، استفدناها من قوله " إن بطش ربك لشديد " ، وأنت في يوم عرفة كلما عملت شيئا خفت عدم القبول ، فألححت على ربك أن يتقبلك بقبول حسن ، وأن يتجاوز عن تقصيرك ، " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة


كثرة الاستغفار قبل وبعد العمل رجاء أن يطهر الله قلوبنا ويغفر لنا تقصيرنا " إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور " فالله الغفور يغفر لعباده الذنوب الكبار ، فلا تيأس ، ولا تقنط ، وإن شاء الله تعالى نبدأ من جديد وقد رجعنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا ، ولم لا ؟ وربنا الغفور ذو الرحمة .


(9) التودد للرحمن " وهو الغفور الودود " فهو الذي يبدأ بالمغفرة ويعيدها على عباده العاصين كلما استغفروه ، وهذا الذي يبدأ بالود والمحبة " يحبهم ويحبونه " ويعيده لهم أعظم مما كانوا عليه بعد التوبة لأنه " يحب التوابين ويحب المتطهرين " فتودد للرحمن بدمعة من خشيته ، بتضرع يلين قلبك القاسي ، بزيادة القراءة والذكر " فاذكروني اذكركم "


(10) علو الهمة لأن ربك هو " ذو العرش المجيد " ولأن كتابه عظيم " بل هو قرآن مجيد " فمن يريد المجد والشرف والعزة والعلو عند الله تعالى ، فلا يدخر جهدا في الطاعة وليبذل قصارى جهده لينال السبق في يوم العتق الأكبر

هذه عشر معانٍ أوصيكم ونفسي بها ، احفظوا في هذا اليوم أسماعكم وأبصاركم وألسنتكم ، حاولوا أن تعكفوا تماما على الطاعة ، لا تلتفتوا لأي شيء من أمور الدنيا ، اغلقوا هواتفكم ولا تستعملوها إلا لقربة من القربات ، ركزوا حتى لا نضيع دقيقة من ساعات يوم عرفة ( من الفجر وحتى المغرب ) إلا وأنتم تتقلبون في طاعة ، وأهمها طاعات القلوب هذه .

اللهم قد بلغت ..... اللهم فاشهد ..........وبالله الهجوا بالدعاء كثيرا ، ولا تنسوني من خالص دعائكم .

وأوصي بمشاهدة حلقة "الفجر الجديد"

وسماع محاضرة "ولدت يوم عرفة"

وقراءة المقالات ، ومشاهدة المقاطع

1

2


التي أعدها إخوانكم وأخواتكم لهذا الغرض .....عيشوا المعرفة " يوم عرفة "


محبكم في الله

هاني حلمي

الرسالة الثامنة : جنة " حسن الظن "

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ॥

أما بعد ...

أحبتي في الله ..

أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا ونواصينا إليه أخذ الكرام عليه ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته إنه ولي ذلك والقادر عليه ॥

أحبتي ..

إنها تمر كالبرق ، وسرعان ما وجدنا أنفسنا في أخريات هذه الأيام ، والفرصة مازالت سانحة ، بل إننا شرفنا على استقبال أعظم أيام العشر ، يوم عرفة ويوم النحر ، والتعايش مع الحجيج بقلوبنا حين يؤدون المناسك ، فلا تنسوا : " اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا ربنا الأجر "

اللهم اجعل همنا الآخرة ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، اجعل أهدافنا كلها تدور حول تحقيق رضاك ، اجعلنا أكثر إقبالا عليك ، اجعلنا من الآن نتوق ونشتاق إلى عرفات وإلى الحج ، واكتبه لنا في عامنا القادم بمنك وفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين .

أحبتي ॥

ندخل اليوم " جنة حسن الظن "

ووالله الذي لا إله غيره إنه لمن أعظم الجنان ، وإن من دخلها يرتوي قبل " يوم التروية " ويهنأ قبل " العيد " في تلك السعادة الأبدية ، حين يعرف من هو ربه ، ويتودد له ، ويخجل من كرمه ، ويستحي من جوده ، ويجد نفسه يحلق في سماء المعرفة بالله تعالى .

اسمعوا لهذا الأثر ، واكتبوا تعليقكم ، وصفوا لي مشاعركم كما سيحس بها هذا الرجلان ، ثم بالله اسجد سجود الشاكرين أنَّ هذا هو ربنا ، وأن هذه هي صفاته ، وأنت ساجد ابكِ من خطيئتك ، واستغفر ، وجدد توبتك ، وأطل السجود تضرعًا ودعاء ، وناجه بقلبك ، وخاطبه وأنت منكسر مستحي ।

تريدون الخبر اسمعوا بقلوبكم لقول بلال بن سعد الذي في [ الحلية (5/226) ]

قال : يأمر الله تعالى بإخراج رجلين من النار ، قال : فيخرجان بسلاسلهما وأغلالهما فيوقفان بين يديه .

فيقول : كيف وجدتما مقيلكما ومصيركما ؟

فيقولان : شر مقيل وأسوأ مصير .

فيقول : بما قدمت أيديكما وما أنا بظلام للعبيد فيأمر بهما إلى النار .

فأما أحدهما فيمضي بسلاسله وأغلاله حتى يقتحمها .

وأما الآخر فيمضي وهو يتلفت .

فيأمر بردهما فيقول : للذي غدا بسلاسله وأغلاله حتى اقتحمها ما حملك على ما فعلت وقد اختبرتها

فيقول يا رب قد ذقت من وبال معصيتك ما لم أكن أتعرض لسخطك ثانيا.

( انتهى الأمر قد فهم الدرس عرف عقوبة المعصية ، فخاف أن يخالف أمر الله تعالى ، حتى اقتحم النار ، وهو يدري أي شيء هي النار ، لكن المعصية شؤم ، فقرر أن لا يعود لشيء من هذا ، فهل نفهم الدرس من الآن ؟ حتى لا نتعرض للعذاب )

ويقول للذي مضى وهو يتلفت : ما حملك على ما صنعت ؟

قال : لم يكن هذا ظني بك يا رب .

قال : فما كان ظنك ؟

قال : كان ظني حيث أخرجتني منها أنك لا تعيدني إليها .

قال إني عند ظنك بي وأمر بصرفهما الى الجنة .

الله أكبر .. الله أكبر ... الله أكبر ... ولله الحمد ، نعم الرب ربنا ، ونعم الإله أحبه وأخشاه .

فاللهم اجعلنا نحسن الظن فيك ، ولا نكون من المغرورين الذين يتكلون على عفوك ولا يعملون ، ولا من أصحاب الأماني الجوفاء ، الذي يقولون : نريد الجنة ولا يقدمون ثمنها من البذل والإنفاق في سبيلك .

اليوم مع كل عبادة من ذكر ودعاء وقراءة قرآن وسجود وصيام وقيام وبر وصلة أرحام واجتهاد : تذكروا " جنة حسن الظن " وتعالجوا بها من رياح الإحباط التي عكرت صفو الإيمان بفعل أولياء الشيطان .

أحبتي ..

تذكروا " فلا تظلموا فيهن أنفسكم "

تذكروا : إنه وقت القرب والله يقول في الحديث القدسي : " لا تباعد مني "

تذكروا : إنها أوقات ثمينة فلا ترضَ بالدنية واغتنمها قبل أن تنقضي .

استدرك ما فاتك ، وأحسن الظن ، عسى أن يبعثنا ربنا من جديد ، ويرزقنا قلوبًا سليمة تحبه وتخشاه .

سنة اليوم :

التكبير عند الخبر السار :

فعن أبي سعيد الخدري قال : قال صلى الله عليه وسلم :" وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال : ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال : شطر أهل الجنة فكبرنا " [ متفق عليه ]

وأظن هذه السنة موافقة لجنَّة ( حسن الظن ) فنلهج بالتكبير الذي أوصانا بالإكثار منه نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه العشر .

ومن دعاء الصالحين أصحاب ( حسن الظن ) :

اللهم أنت تعطيني من غير أن أسألك ، فكيف تحرمني وأنا أسألك ، اللهم إني أسألك أن تسكن عظمتك قلبي ، وأن تسقيني شربة من كأس حبك .

محبكم في الله

هاني حلمي

24‏/11‏/2009

الجدول العملي ليــوم عرفة


لكي تفوز بالجوائز العظيمة لهذا اليوم العظيم، لابد أن تتهيأ من اليوم الثامن فتنام مبكرًا بعد صلاة العشاء مباشرةً .

لكي تستيقظ قُبيل الفجر بساعة أو ساعتين .. فتناجي ربَّك وتتضرع إليه ثمَّ تُصلي بمائة آية .. أو تحاول أن تقوم بألف آية، لكي تُكتب من المُقنطرين في هذا اليوم العظيــم ..

وبعد ذلك تتناول طعام السحور .. وتستغفر ربَّك وتبُث إليه شكواك، ثمَّ تدعو لنفسك ولجميع إخوانك ..

إلى أن يحين موعد آذان الفجر .. فتتجهز من قبله للصلاة، وتحتسب في ذهابك إلى المسجد أجر الحج والعمرة .. فقد قال رسول الله oqezgm "من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة" [رواه الطبراني وحسنه الألباني]

ومن أهم الأعمال يوم عرفة: الإعتكــاف من الفجر إلى المغرب .. فلابد أن تنوي الإعتكاف قبل ذهابك إلى المسجد، حتى إن كانت ظروفك لن تسمح لك بالإعتكاف طوال اليوم، فباحتسباك تنال أجر الإعتكاف على الجزء من النهار الذي ستقضيه في المسجد.

بعد تلبية النداء وقول أذكار ما بعد الآذان، تؤدي ركعتي الفجر .. الذين قال فيهم رسول الله oqezgm "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" [رواه مسلم]

وبعد صلاة الفجر، تجلس جلسة الشروق وتقول أذكار الصباح .. وتحتسب أجر حجة وعمرة تامة، قال رسول الله oqezgm "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" [رواه الترمذي وحسنه الألباني]

ثم تبدأ في تلاوتك للقرآن .. كي تتنزل عليك الرحمة، قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] .. والرحمة هي الوقود الذي سيدفعك للعمل طوال اليوم.

أكثِر من النوافل في هذا الوقت .. فكلما غلبك النعاس أو الكسل، توضأ وصلِّ واقترب من ربِّك سبحانه وتعالى بكثرة السجود .. {..وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]

وتصلي الضحى أربع أو ثمانية ركعات .. وتنوِّع ما بين التلاوة والنوافل.

ثمَّ تصلي قبل الظهر أربع ركعات وأربع بعده، لكي تُحرَّم على النار .. قال رسول الله oqezgm "من صلى قبل الظهر أربعا وبعدها أربعا حرمه الله على النار" [رواه الترمذي وصححه الألباني]

ثمَّ تُكمِل وردك من التلاوة .. ولا يفتر لسانك عن الذكر طوال اليوم، وبالأخص التسبيح والتحميد والتهليل ..

وعليك بالإكثـــار من الدعـــاء .. عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي oqezgm قال "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [رواه الترمذي وصححه الألباني]

فعليك أن تُكثِر من هذا الذكر طوال يوم عرفة .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله oqezgm "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه" [متفق عليه]

وتُكثِر من الاستغفار والصلاة على النبي oqezgm .. وتقرَّب إلى الرحمن في يوم العتق الأكبر بالحبيــبتـــان (سبحـــان الله وبحمده، سبحــان الله العظيم) .. واستشعر معاني الذل والانكســار بقول (سبحــان الله العظيم وبحمده)

ومن العصر إلى المغرب ..

عليك أن تستشعر أنك واقفٌ بعرفة، فتدعي وتدعي حتى يغلب عليك الخوف تارة والرجــاء تارة أخرى ..

كما كانت أحوال السلف في ذاك اليوم ..

فمنهم من غلبه الخوف .. وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.

ومنهم من غلبه الرجــاء .. قال عبد الله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.

ومنهم من استحيا من الله حق الحيــاء .. وقف الفضيل بن عياض بعرفات فلم يُسمع من دعائه شيئا إلا أنه واضعاً يده اليمنى على خده وواضعا رأسه يبكي بكاء خفياً، فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء،

فقال: واســــوأتــــــاه والله منك إن عفوت. ثلاث مرات.

وآخرون كان شغلهم الشاغل هو الاجتهــاد .. حَجَّ مسروقٌ فما نام إلاّ ساجداً.

فهلا فعلت مثل فعلهم ؟

وهكذا إلى أن يدخل عليك مغرب ليلة النحر، وهي ..

ليــــلة العيـــد

وهنا لابد أن يتغيَّر حالك من الحزن والبكــاء إلى الفرح والسرور، ولكن عليك أن تعلم أن أيام العشر لم تنتهي بعد ..

فيوم العيد من العشر وله نفس فضائلها العظيمة .. غير إنه يُحرم فيه الصيام، وتُشرع فيه شعائر أخرى كصلاة العيد والأضحية ..

عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه، عن النبي oqezgm قال "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر (أي: الثاني أيام العيد)" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]

فلابد أن نتقرَّب إلى الله تعالى يوم العيد، ولا يكون غالب حالنا هو الغفلة .. ولا تنسى ربَّك وقت فرحك ..

فيوم العيد الأعظم هو يوم القبول ..

عندما يتقبلك الله سبحانه وتعالى في عباده الصالحين،،

المصادر:

درس "ولدت يوم عرفة" للشيـــخ هاني حلمي.

23‏/11‏/2009

الرسالة السادسة : جنة المغفرة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..


أما بعد ..

الأحبة في الله تعالى ..

أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم ، ويتوب علينا ، ويتولانا ، ويهدينا ، ولا يجعلنا ممن يقول أو يسمع ولا يعمل ، ويسترنا بستره الجميل ، ويصطفينا برحمة من عنده تغنينا عن رحمة من سواه .


أحبتي ..

نريد اليوم أن نتودد إلى ربنا ، نريد أن نتذلل له ، وننكسر بين يديه ، رافعين أكف الضراعة ، خاشعين من ذل المعاصي ومن الإحساس بأثرها علينا ، نادمين على ما اقترفت أيدينا ، مستشعرين فقرنا ، نظهر له ضعفنا لعله يلطف بنا .

نعم إن الأمور في واقع المسلمين تنذر بنذير شؤم إن لم نتدارك الأمر سريعا بتوبة متجددة هي أرجى أعمالنا ، نعم ربنا إنَّا مذنبون عاصون ، وليس لنا من يغفر سواك ، وليس لنا إلا أنت .

قال مغيث بن سمي : كان رجل فيمن كان قبلكم يعمل بالمعاصي ، فادكر يومًا ، فقال : اللهم غفرانك ، فغفر له . [ الحلية (6/68) ] فاللهم غفرانك .

وقال عون بن عبد الله : جرائم التوابين : منصوبة بالندامة نصب أعينهم لا تقر للتائب في الدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه . [ الحلية (4/251) ] فاللهم أجرمنا وأذنبنا واجترحنا فتب علينا ولا تؤاخذنا .

وهذه هي أحوال أهل الإيمان :

قيل للحسن البصري : يا أبا سعيد ، الرجل يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب ، ثم يذنب ثم يتوب حتى متى ؟؟

قال الحسن : ما أعلم هذا إلا أخلاق المؤمنين .

فاللهم تب علينا يا تواب ، واغفر لنا يا غفور يا غفار ، والله نعم الرب ونعم الإله ، ونحن بئس العبيد !! ولكن رجاؤنا فيك لا يخيب .

أحبتي ..

اشغلوا ألسنتكم اليوم بالاستغفار ، وتذكروا الذنوب ، واجمعوا قلوبكم اليوم على تجديد التوبة ، عسى أن يغفر لنا ، فندخل جنة عفوه ومغفرته ، وهي - والله - عظيمة لو نفقه .

بالله استغفروا وتعلموا من درس الاستغفار والتوبة التواضع ، فهذا أنت ، فلم ترفع رأسك ؟؟

قال تميم بن سلمة : قلت ليوسف بن أسباط ما غاية الزهد قال لا تفرح بما أقبل ولا تأسف على ما أدبر قلت فما غاية التواضع قال أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت أنه خير منك . ( نسأل الله تعالى التواضع له )

تذكروا تلك الكلمات الذهبيات التي تغرس أعلى الطاعات في القلوب :

أنا من ذنوبي على يقين ومن ذنوب الناس على شك ، فلن أرى لنفسي بعد اليوم وزنًا ، فقط كل ما أريد أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين .

قالت أمنا عائشة : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن عبد الله بن جدعان كان في الجاهلية يقري الضيف و يصل الرحم و يفك العاني و يحسن الجوار - فأثنيت عليه - هل نفعه ذلك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :

" لا يا عائشة ، إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " . [ الصحيحة (249) ]

سنة اليوم :

لا تفارق مجلسًا إلا وقد استغفرت فيه (100 مرة )

عن ابن عمر :

" إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول : ( رب اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة ) " . [ الصحيحة (556) ]

ولا تنسونا من صالح دعائكم اليوم مع إفطاركم ، أو في ساعات الإجابة عسى أن يغفر لنا أجمعين ويتوب علينا إنه هو التواب الرحيم .

محبكم في الله

هاني حلمي

الرسالة الخامسة : جنة المراقبة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أما بعد .. أحبتي في الله ..

أسأل الله تعالى أن يرزقنا العون والهداية والسداد والرشاد ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، ويديم علينا لذة عبادته ، ويدخلنا جنة الدنيا قبل جنة الآخرة ، ونسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .

أحبتي ..

اشعر أنكم لم تركزوا بعد ، فهل تخميني في محله ؟

اشعر بأنَّ هناك حلقة مفقودة بين النَّاس وبين المطلوب منهم في زمان العشر ؟

هل للغفلة اثرها ؟ هل السبب أنكم لم تستعدوا للعشر فتنقضي من بين أيدينا دون اعتبار ؟ هل الناس شغلت بالكرة والصراعات عن التقرب بالطاعات ؟ هل هي أزمة عامة في ظل أمراض الأمة الفتاكة من هزيمة نفسية وإحباط ويأس ؟

ما لي أراكم هكذا ، نعم هناك جهود ، وهناك من يحاول ، لكن لا أشعر أنه بالقدر المطلوب ، هل أغرد بعيدًا عن السرب ؟ وهل عليَّ أن أمشي مع سرب الشاردين ؟

أفيقوا عباد الله ، نحن في العشر


أحبتي ..

دعونا ندخل في جنة لعلها توقظنا ، وتشحذ هممنا ، وتعلمنا القرب من ربنا ، وتحسس قلوبنا بما ينبغي أن يكون فيها ، إنها جنة المراقبة .

فيا كل من يقرا رسالتي ، خذوها عظة لقلوب الغافلين من أمثالي !!.

في الحلية (1/235) قال محمد بن علي الترمذي : اجعل مراقبتك لمن لا يغيب عن نظره إليك ، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك ، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه .

الله ناظر لك الآن فما أنت بفاعل ؟؟

قال عبد الله بن فاتك : إذا كنت غافلا فانظر نظر الله إليك ، وإذا كنت قائلاً فانظر سمع الله إليك ، وإذا كنت ساكتًا فانظر علم الله فيك ، قال تعالى : " إنني معكما أسمع وأرى "

تفهمون ؟؟؟ الآن يسمع كلامنا الآن فماذا تقولون ؟ ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )

الله يرى إلى أين شيء تنظرون ؟؟؟ ( من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ ولينظر في المصحف ) ( فانظر إلى آثار رحمة الله )


وهذا علم المراقبة ، اختبار خطير لأحوال الإيمان ؟

كم مرة يأتي الله على بالك خوفًا أو حياء أو حبًا ؟؟؟ أعطني نسبة مئوية !!

كم مرة تركت فيها شيئًا لا يحبه ربك مخافة منه أو حياء منه أو حبًا ؟؟

كم مرة آثرت الله فيها على هواك وجاهدت - كما طلبت منك بالأمس - في طاعة الله مخافة من ربك حبيبك وسيدك ومولاك أو حياء أو حبًا ؟

نعم فهذه الثلاث تورث المراقبة :

في الحلية (10/93-94) قال الحارث المحاسبي : إن المراقبة تكون على ثلاث خلال :

على قدر عقل العاقلين ومعرفتهم بربهم يفترقون في ذلك .

فإحدى الثلاث : الخوف من الله .

والخلة الثانية: الحياء من الله .

والخلة الثالثة : الحب لله .

فأما الخائف فمراقب بشدة حذر من الله تعالى وغلبة فزع . ( هل أنت هذا الرجل ، وهل أنت هذه الأخت ؟ )

وأما المستحيي من الله فمراقب بشدة انكسار وغلبة إخبات . ( تشعر بهذا الانكسار أو الافتقار ، وتحسين أنك هكذا !! )

وأما المحب فمراقب بشدة سرور وغلبة نشاط وسخاء نفس مع إشفاق لا يفارقه . ( أين نشاطكم يا محبون ؟؟ )

كلام الحارث وقع على الجرح ، فهل من مراقب لله تعالى ليهنأ " ولمن خاف مقام ربه جنتان "


سنة اليوم :

هل صليتم بالأمس كفارة اللحاء ؟؟ بالله الأمور تزداد سوءًأ ، أين عباد ركع تتنزل بهم الرحمات لتزول الغمة عن هذه الأمة ؟؟

سنستمر على الامر حتى يأذن الله بالفتح أو أمر من عنده .


محبكم في الله

هاني حلمي

الرسالة الرابعة : جنة المجاهدين

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...
أما بعد ... أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى بأن يديم علينا جنة الذاكرين ، وأن يجعلنا من أحب عباده له ، ومن أخلص عباده له ، ومن أصدق عباده له ، وأن يديم علينا طاعته ، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

أحبتي في الله ...

قال الله تعالى : " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى "

فمفتاح الجنة مجاهدة النفس ، ومخالفة الهوى ،فدعونا ندخل اليوم من باب المجاهدة يومًا جديدا من أيام في الجنة

في السير (15/231) : قيل لعبد الله بن محمد النيسابوري : فلان يمشي على الماء ! قال : عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي على الماء ।

فأعظم الكرامة أن تخالف هواك في شيء ، تصبح عطشانا جائعًا وتجاهد للصيام ، تصبح كسلانًا فتجاهد نفسك وتلزمها أورادها ، ولو أن تحلف على نفسك ، " أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا وكذا " ، تجد نفسك تجرك إلى الغفلة والشرود ومتابعة الأحداث والمهاترات فتذكرها أنها في زمان فاضل لا يصح لها فيه مثل هذا ، فكل وقت يمر ثمين جدًا ، فتذكري يا نفس ولا تغفلي

وهذا - لا شك - أمر يحتاج إلى استعداد وإلى تدريب وإلى تطبيقات واقعية ،


تعالوا نتأمل بعض الصور التي تجسد جنة المجاهدة لتثير حماسكم للمجاهدة في الطاعات في هذه الايام المباركات .

المشهد الأول : للإمام أبي إسحاق السبيعي فارس من فرسان سلفنا المجاهدين .

في السير (5/397)

قال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق السبيعي : يا معشر الشباب اغتنموا يعني: قوتكم وشبابكم، قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لاقرأ البقرة في ركعة، وإني لاصوم الاشهر الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس

حدثنا أحمد بن عمران، سمعت أبا بكر يقول: قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لاصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران،

ثم قال الاخنسي: حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام، فإذا استتم قائما قرأ وهو قائم ألف آية.

من استثاره حال هذا الرجل العملاق ؟!!! ما زلت تقول : هؤلاء السلف !! مازلت ضعيفًا تتلمس لنفسك المعاذير ، من لها ؟؟؟


المشهد الثاني : فارسه إمام أهل السنة ( الإمام أحمد بن حنبل )

يخبر ابنه عبد الله أنَّ أباه كان يصلي في كل يوم وليلة 300 ركعة ، فلما مرض بسبب جلده بالسوط في محنة ( خلق القرآن ) أثر ذلك على بدن الغمام فأضعفه ، فلما ضعف صار يصلي كل يوم وليلة (150 ركعة ) !!! [ السير (11/212) بالله ما شعرت عندما قرأتها ؟؟؟ لما ضعف صار يصلي (150 ركعة ) ونحن نجاهد في (12 ركعة ) يا حسرة على العباد

من يباري الإمام ؟ من يحب هذا الرجل الفذ ؟ من التهب حماسه ليسجد ويقترب ، ويدنو هرولة إلى ربه ، كنت أقول في نفسي : حديث القرب انتهى عند " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " فمن يأتيك ربي هرولة كيف صنيعك به ؟؟ ومن هذا المهرول المجاهد بحق .

المشهد الثالث : لصاحب كتاب الزهد ، وإمام من أئمة السلف ( هناد بن السري )

قال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد، رحمه الله، كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ، وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله، فتوضأ، وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا ، ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب. قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل .

عبادته بالليل !! وهل بعد ذلك من شيء ، لو صنعها الواحد منَّا الآن لظن أنه في رفقة النبي محمد في الجنة لا محالة !!! اللهم ارزقنا لذة العبادة والحرص على العبادة وديمومة العبادة ، وأن نكون من القانتين

من سيكون فارس الفرسان اليوم ، هلموا إلى المجاهدة ، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "

سنة اليوم :

تعرفون ما يحدث الآن من مناوشات بين العرب ، وأنا أدعو جميع من يقرأ هذه الرسالة إلى تطبيق السنة

فقد قال صلى الله عليه وسلم :" تكفير كل لحاء ركعتان " [ رواه الطبراني وحسنه الألباني ] والمقصود باللحاء : التنازع والتخاصم

فبالله أطفئوا نار الفتنة ، وقوموا بواجبكم لتستنزل الرحمة

والله يتولانا ويدبر لنا ويغفر لنا خطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا

محبكم في الله

هاني حلمي

20‏/11‏/2009

الرسالة الثالثة ..جنة الذاكرين‏

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..

أما بعد ... أيها الأحبة في الله تعالى

أسأل الله تعالى أن يعيينا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يخلصنا من آفاتنا ، وأن يجعل هذه العشر مباركات علينا جميعًا ، وتكون صفحة جديدة في إيماننا ، الللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه .

أحبتي ..

نعيش اليوم في جنة الذاكرين ، لانَّ أعظم عبوديات العشر هي الذكر بلا شك ، ولذلك جاء التنبيه النبوي عليها : " فأكثوا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير "

وقد كان أبو الدرداء يقول : إنَّ الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله يدخل الجنة وهو يضحك . [ الحلية (1/219) ]

ولكن أريد ان ندخل جنة الذكر بمعانٍ جديدة :

أولها : التعبد بأثقل الأعمال واشدها

كما قال علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - : أشد الاعمال ثلاثة : إعطاء الحق من نفسك ، وذكر الله على كل حال ، ومواساة الأخ بالمال .فمن يتعبد الرحمن بهذه الثلاث في العشر ، ويتحدى العباد بالإتيان باثقل الأعمال وزنا ، فيكون ( صادقًا مع نفسه ومع ربه ) ويكون مواظبًا على الذكر بالآلاف ، ويتصدق على إخوانه أكثر مما فعل في أي وقت من أوقات عمره .

ثانيًا : ربح اليوم

قال ثابت البناني : وما على أحدكم أن يذكر الله كل يوم ساعة ، فيربح يومًا .

ولهذه تطبيق جميل وجديد علينا تطبيقه على طريقة السلف ، وهو ( شغل ساعتين ونصف من يومنا وليلتنا للذكر )

قال ثابت : كانوا يجلسون يذكرون الله تعالى فيقولون : ترونا جلسنا عشر يومنا هذا ؟ فغذا قالوا : نعم .قالوا : الحمد لله ، نرجو أن يكون الله قد أعطانا يومنا هذا أجمع . [ الحلية (2/323) ]

نريد تقسيم هذا الوقت ما بين الأذكار الموظفة وما بين الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والحبيبتين سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، بجانب الباقيات الصالحات : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .


ثالثًا : ذكر العظيمتين :

قال عبد الأعلى التيمي : إذا جلس قوم ، فلم يذكروا الجنة ولا النار ، قالت الملائكة : أغفلوا العظيمتين . [ الحلية (5/88) ]

فهذا توجيه جميل بان الذكر ليس مجرد الأذكار المتعارف عليها ، بل نريد ذكرًا للجنة وللنار يرقق القلوب في هذه العشر ، ولو بالدعاء المستمر .

قال صلى الله عليه وسلم : "

ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة و لا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره مني " [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني ]

فتعالوا نحقق هذه الأفكار فييومنا هذا عسى أن يبعثنا ربنا مقامًا محمودا .

محبكم في الله

هاني حلمي