15‏/7‏/2010

الحلف بغير الله

الحلف بغير الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد

لا يخفى علينا أن من الأمور التي باتت أكثر انتشاراً في أيامنا هذه, والتي لا يلقي الناس لها بالاً, ويتهاونون بها, الحلف بغير الله.


إن هذه الظاهرة الشائعة عن معظم الناس والتي هي وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من حلف بغير الله فقد أشرك. ) سنن الترمذي - (ج 6 / ص 13 - 1455) تحقيق الألباني: صحيح ، الإرواء ( 2561 ) ، الصحيحة (2042 ), وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري (2679) ومسلم (1646) . وقد حكى أبو عمر ابن عبد البر النمري - رحمه الله - الإجماع على تحريم الحلف بغير الله.


ومن المهم بمكان أن نعلم بأن الشرك هنا هو شرك أصغر, وهذا النوع من الشرك غير مخرج عن الملة كما أجمع عليه علماء الأمة, وقد يدخل صاحبه في الشرك الأكبر في حالات منها: أولا, إذا قام بقلب الحالف أن هذا المخلوق والمحلوف به يستحق كما يستحقه الله سبحانه. ثانيا, إذا قام بقلب الحالف بغير الله أن هذا المخلوق المحلوف به يجوز أن يعبد مع الله أو ساوى به الله في المحبة أو نحو ذلك. وقد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده أن تكون أيمانهم به سبحانه وبأسماءه وصفاته, على عكس المشركين أيام الجاهليه فقد كانوا يحلفون برب الكعبة والشرف وغيرها كما هو الحال في أيامنا هذه.

ولكن السؤال هنا الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا مالذي يجب على من حلف بغير الله أن يفعل بعد أن يعلم أنه ارتكب أمراً محرماً ، وكما قال العلماء عليه التوبة إلى الله تعالى ، والندم على ما فعل ، والعزم على عدم العودة إلى ذلك مرة أخرى ، وليس عليه كفارة إذا أخل بما حلف عليه ، لأن هذه اليمين يمين محرمة لا يترتب عليها ما يترتب على الحلف بالله.وقد قال أكثر أهل العلم أن الحلف بغير يمين غير منعقدة ، ولا تلزم فيها كفارة, قال ابن قدامة رحمه الله : " ولا تنعقد اليمين بالحلف بمخلوق ; كالكعبة , والأنبياء , وسائر المخلوقات , ولا تجب الكفارة بالحنث فيها . وهو قول أكثر الفقهاء " انتهى من "المغني" (9/405) .

ونسأل الله أن يوفقنا وسائر المسلمين لخير ما يحب ويرضى , والحمد لله رب العالمين.

أختكم طالبة الفردوس.