13‏/8‏/2011

آيات اليوم 205

 






 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )

[ آيـــات الــيــوم(205) ]

السبت– (13/رمضان/1432هـ) – (13/08/2011م)

سورة الأنعام من الآية: (91) إلى (94)
 اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)
معنى الآيات
ما زال السياق في ذكر ما وهب الله تعالى لمن شاء من عباده من هدايات وكمالات لا يقدر على عطائها إلا هو فقال ذلك في الآية (88) ذلك المشار إليه ما وهبه أولئك الرسل الثمانية عشر رسولاً وهداهم إليه من النبوة والدين الحق هو هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. وقوله تعالى: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} يقرر به حقيقة علمية، وهي أن الشرك محبط للعمل فإن أولئك الرسل على كمالهم وعلو درجاتهم لو أشركوا بربهم سواه فعبدوا معه غيره لبطل كل عمل عملوه، وهذا من باب الافتراض، وإلا فالرسل معصومون ولكن ليكون هذا عظة وعبرة للناس. هذا ما دلت عليه الآية الأولى أما الآية (89) فقد أشاد الله تعالى بأولئك الرسل السابقي الذكر مخبراً أنهم هم الذين آتاهم الكتاب وهي صحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داوود وإنجيل عيسى والحكم وهو الفهم والإِصابة والسداد فى الأمور كلها. ثم قال تعالى فإن يكفر بهذه الآيات القرآنية وما تحمله من سن شرائع وأحكام وهداية الإِسلام {إن يكفر بها هؤلاء} من أهل مكة {فقد وكلنا بها قوماً} من قبل وهم الرسل المذكورون في هذا السياق وقوماً هم موجودون وهم المهاجرون والأنصار من أهل المدينة، ومن يأتي به من سائر البلاد والأقطار وقوله تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهدام قتده}، يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بأولئك الأنبياء المرسلين في كمالاتهم كلها حتى يجمع صلى الله عليه وسلم كل كمال فيهم فيصبح بذلك أكملهم على الإطلاق. وكذلك كن، وقوله تعالى في ختام الآية الكريمة: {قل لا اسألكم عليه أجراً} يأمره تعالى أن يقول لأولئك العادلين بربهم الأصنام والأوثان المكذبين بنبوته وكتابه: ما أسألكم على القرآن الذي أمرت أن أقرأه عليكم لهدايتكم أجراً أي مالاً مقابل تبليغه إياكم {إن هو إلا ذكرى للعالمين} أي ما القرآن إلا موعظة للعالمين يتعظون بها إن هم القوا أسماعهم وتجردوا من أهوائهم وأرادوا الهداية ورغبوا فيها.

هداية الآيات
1- كل من كذب الله تعالى أو أشرك به أو وصفه بوصف لا يليق بجلاله فإنه لم يقدر الله حق قدره.
2- بيان تلاعب اليهود بكتاب الله في إبداء بعض أخباره وأحكامه وإخفاء بعض آخر وهو تصرف ناتج من الهوى واتباع الشهوات وإيثار الدنيا على الآخرة.
3- بيان فضل الله على العرب بإنزال هذا الكتاب العظيم عليهم بلغتهم لهدايتهم.
4- تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية الحجاج والرد على المجادلين والكاذبين.
5- بيان علة ونزول الكتاب وهي الايمان وإنذار المكذبين والمشركين.
6- الإِيمان بالآخرة سبب لكل خير، والكفر به سبب لكل باطل وشر.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)
معنى الآيات
ما زال السياق مع المشركين والمفترين الكاذبين على الله تعالى بإتخاذ الأنداد والشركاء فقال تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً} بأن ادَّعَى أن الله نبأه وأنه نبيه ورسوله كما ادعى سعد بن ابي سرح بمكة ومسيلمه في بني حنيفة بنجد والعنسى باليمن: اللهم لا أحد هو أظلم منه، وممن قال أوحى إلّى شيء من عند الله، ولم يوح إليه شيء وممن قال: {سأنزل مثل ما أنزل الله} من الوحى والقرآن، ثم قال تعالى لرسوله: {ولو ترى} يا رسولنا {إذ الظالمون في غمرات الموت} أي في شدائد سكرات الموت، {والملائكة} ملك الموت وأعوانه {باسطوا بأيديهم} بالضرب وإخراج الروح، وهم يقولون لأولئك المحتضرين تعجيزاً وتعذيباً لهم: {أخرجوا أنفسكم، اليوم تجزون عذاب الهون} بسبب استكباركم في الأرض بغير الحق إذ الحامل للعذرة وأصله نطفة قذرة، ونهايته جيفة قذرة، استكباره في الأرض حقا إنه استكبارُ باطلٌ لا يصح من فاعله بحال من الأحوال. هذا ما دلت عليه الآية (93) أما الآية  (94) فإن الله تعالى يخبر عن حال المشركين المستكبرين يوم القيامة حيث يقول لهم {لقد جئتمونا فرادى} أي واحد واحداً {كما خلقناكم} حفاة عراة غُزْلاً {وتركتم ما خولناكم} أي ما وهبناكم من مال وولد {وراء ظهوركم} أي في دار الدنيا، {وما نرى معكم شفعاءكم الذي زعمتم أنهم فيكم شركاء} وأنتم كاذبون في زعمكم مبطلون في اعتقادكم {لقد تقطع بينكم} أي انحل حبل الولاء بينكم، {وضل عنكم ما كنتم تزعمون} أي ما كنتم تكذبون به في الدنيا.

هداية الآيات
1- قبح الكذب على الله تعالى في أي شكل، وأن صاحبه لا أظلم منه قط.
2- تقرير عذاب القبر، وسكرات الموت وشدتها، وفي الحديث: أن للموت سكرات.
3- قبح الاستكبار وعظم جرمه.
4- تقرير عقيدة البعث الآخرة الجزاء على الكسب في الدنيا.
5- انعدام الشفعاء يوم القيامة إلا ما قضت السنة الصحيحة من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعلماء والشهداء بشروط هي: أن يأذن الله للشافع أن يشفع وأن يرضى عن المشفوع له.

 


وصلة البوربوينت

سورة البقرة

سورة آل عمران
سورة النساء

سورة المائدة


والحمدلله رب العالمين
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه