لماذا هذه الرسالة ؟!
لماذا نخصك بالحديث أخي الشاب ؟ من حقك أن تسأل هذا السؤال ، ومن واجبنا أن نجيبك على تساؤلك .
1- نوجه لك هذا الحديث ونخصك بهذه الرسالة انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " أنت أخ لنا مهما بدر منك من قصور ، أو كان لديك من معصية ، وما دمت تحت دائرة الإسلام فثمة حبل موصول بيننا وبينك لن ينقطع ، إننا حين نرى أحوال بعض الشباب لا تزال مشاعر محبة الخير لهم ، والتفاؤل بنقلهم إلى حياة سعيدة – لا تزال هذه المشاعر – تدفعنا دفعاً ، وتسوقنا سوقاً لنتقدم لهم ونخاطبهم ، ومن حقك بعد ذلك أن تصل لأي نتيجة أو اقتناع ، فما يقتنع به المرء لا يملى عليه إملاءً ، أو يفرض عليه فرضاً .
2- هذه الهداية التي منَّ الله بها على من شاء من عباده ليست منهم ، ولا بأيديهم ، ولم يحصلوها يوماً من الأيام بمال أو ذكاء ، ولا قدرة عقلية ، إنها أولاً وأخيراً نعمة من الله وحده ، ومنَّة منه سبحانه ، أليس من واجبنا تجاه هذه النعمة ومن شكرها أن نسعى في نقلها للآخرين ؟ فها نحن نرى أنا سلكنا طريقاً لم يكن لنا فيه فضل ، فمن واجبنا تجاه من نراه قد جانب هذا الطريق أن ندله على المسار الصحيح .
3- إن لم تسمع هذه الرسالة منَّا فممن تريد سماعها ؟ من اليهود والنصارى ؟ أم من أعدائك الذين سجلوا لك الأفلام الساقطة وصوروا لك الصور الخالعة ، ووظَّفوا كل ما تفتق عنه العصر من تقنية ومدنية ليلقوك أسيراً في حمأة الشهوة ؟ أم من مروجي وسائل الإثارة ، الذين أثروا – وتوافقنا على ذلك – وجمعوا المال على أشلاء عفة الكثير من الشباب والفتيات ، وعلى حساب كل خُلُق فاضل ونظيف ؟ أم من زملائك في العبث واللهو الفاسد ، الذين يسهلون لك الطريق ، ويدفعونك نحوه دفعاً ؟
أظن أنك أخي الشاب توافقني أن هؤلاء جميعاً – مع احترامي لأصدقائك – لا يمكن أن تسمع منهم هذه الكلمة ، ولا يمكن أن يسعوا لإنقاذك .
فليس ثمَّ إلاَّ أخٌ لك في الدين والعقيدة ، لا تشك أنت في مقاصِده ، ولا تتردد في نياته ، أخذ يصيح بك ليوقظك ، وقد يكون صوته مزعجاً ، وإيقاظه لك غير مناسب ، ولكن علَّك تلتمس له العذر ، فإن شدة قلقه عليك وعمق حرصِهِ قد يدفعه إلى شيء من القسوة فاحتملها فهي قسوة المحب .
قسا ليزدجروا ، ومن يك حازماً
فليقس أحياناً على من يرحم
وقد ذقنا أخي الكريم مرارة التستر على العيوب ، ولمسنا شؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة .