السَّلفيَّة بَراء.. مِن أحداثِ (مدينة الزَّرقاء(!
ثُمَّ تَوَجَّهُوا -بَعْدُ- إلى دُوَّار مَدخلِ مَدينة الزَّرقاء -مُكَرِّرِينَ هُتافاتِهِم نَفسَها-.
كُلُّ ذلك ورِجالُ الأمنِ والدَّرَكِ الأُردُنِيُّون يُراقِبُونَ ويَحرُسُونَ؛ حتّى لا يَحْدُثَ اشتباكٌ ولا مُواجهةٌ؛ ولكنَّ الأُمورَ خَرَجَت عن السَّيطرةِ -فجأةً-، وبدأ التَّضارُبُ، والتَّصادُمُ، وأخرجَ المُعتصِمُون -فيما زَعَموا!- سُيوفَهُم، وخَناجِرَهُم، وهَرَواتِهِم، وبدَؤوا بالضَّرْبِ العشوائيِّ هُنا وهُناك؛ ممّا أحدَثَ فِتنةً عظيمةً، أُصيبَ فيها أكثرُ مِن ثمانينَ مِن رجالِ الأمنِ العامّ -فَضْلاً عن عددٍ مِن المدنيِّين-.
وقد كادَت الفتنةُ تتحوَّلُ إلى مَقْتَلَةٍ عظيمةٍ، لكنَّ اللهَ سَلَّمَ.
وإنَّنا لَنُؤكِّدُ -ها هُنا- أنَّ كُلَّ ما صَنَعُوا -ويَصنعُونَ- حتّى الاعتِصامَ والمُظاهَرَةَ!- ممَّا نَبْرَأُ إلى الله -تعالى- منهُ، ولا نَراهُ مُوافِقاً للشَّرْعِ.
فالدَّعوةُ السلفيَّةُ دَعوةُ أَمْنٍ، وأمانٍ، وإيمانٍ، وهي أبعدُ ما تكونُ عن هذا العُنف، ومِثل هذه الأفاعيل.
بل إنَّ مِن أَبْجَدِيَّاتِ مَنهجِها رَدَّ ذلك، ورَفْضَهُ، ونَقْضَهُ.
ولَـمَّا كانَت أكثرُ وَسائلِ الإعلامِ المُعاصِرَةِ لَيسَت ذاتِ اعتِناءٍ بالتَدْقِيق في الأُمورِ، أو التَّحَقُّقِ مِنها -وللأسَفِ الشَّديدِ- فقد تَناقَلَ خَبَرَ (حادثةِ الزَّرقاء) -هذه- كَثيرٌ مِن وسائلِ الإعلامِ -المحلِّيَّةِ والعربيَّةِ والعالَـمِيَّةِ-، ناسِبَةً هذه الأفعالَ الشَّنْعاءَ المُنكَرَةَ إلى (السلفيِّين) مِن غيرِ تَمييزٍ؛ فكان لا بُدَّ -إبراءً للذِّمَّةِ- مِن إعلانِ البَراءةِ مِن هذا الحادثِ وأمثالِهِ -حتّى تتَّضِحَ الأُمورُ، وتتمَيَّزَ-؛ مُؤكِّدِينَ أنَّ جميعَ مَن قامُوا به مَعرُوفونَ عندَ جميعِ العُقلاءِ -مِن المُثَقَّفِين، وأصحابِ القَرارِ- بفِكْرِهِم التَّكفيريِّ القَبيحِ، في الوَقْتِ الذي يَنْسُبُونَ أنفُسَهُم فيه-بالزُّورِ-إلى (السلفيَّةِ) -تَمويهاً وتَغريراً-.
وإنَّنا لَنُكَرِّرُ -خِتاماً- بَراءَتَنا مِن هذه الفِتَنِ -وأسبابِها، ونتائجِها- مُؤكِّدِين حِرْصَنا -مِن جديد- على أمْنِ بِلادِنا، وبِلادِ المُسلمِين -وإيمانِها-.
واللهُ على ما نَقولُ شَهيدٌ.
كتبه فضيلة الشيخ : علي بن حسن الحلبي