السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم / الاثنين + القيامة الصغرى + حال الإنسان عند الاحتضار
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
--- --- --- --- ---
(الإيمان باليوم الآخر)
الباب الأول: (القيامة الصغرى).
الفصل الرابع: (حال الإنسان عند الاحتضار).
درس: (سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار).
الدرس: (الثاني):
قال تعالى :
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).(1)
يقول الطبري في تفسيره للآية السابقة :
يقول تعالى ذكره حتى إذا جاء أحد هؤلاء المشركين الموت، وعاين نزول أمر الله به، قال لعظيم ما يعاين، مما يقدم عليه من عذاب الله تندماً على ما فات، وتلهفاً على ما فرط فيه قبل ذلك من طاعة الله ومسألته للإقالة: (رَبِّ ارْجِعُونِ) إلى الدنيا فرّدوني إليها، (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً)، يقول: كي أعمل صالحاً (فِيمَا تَرَكْتُ) قبل اليوم، من العمل، فضيّعته، وفرطت فيه.(2)
ويقول السعدي :
يخبر تعالى عن حال من حضره الموت من المفرطين الظالمين أنه يندم في تلك الحال، إذا رأى مآله، وشاهد قبح أعماله، فيطلب الرجعة إلى الدنيا، لا للتمتع بلذاتها واقتطاف شهواتها، وإنما ذلك ليقول: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ) من العمل، وفرطت في جنب الله، (كَلاَّ) أي: لا رجعة له ولا إمهال، قد قضى الله أنهم إليها لا يرجعون (إِنَّهَا) أي: مقالته التي تمنى فيها الرجوع إلى الدنيا (كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا) أي مجرد قول اللسان لا يفيد صاحبه إلا الحسرة والندم، وهو أيضاً غير صادق في ذلك؛ فإنه لو رُدّ لعاد لما نُهِي عنه.(3)
___________________________________________
(1) سورة المؤمنون آية رقم (99 : 100).
(2) تفسير الطبري (18/40).
(3) سورة المؤمنون ص (508).
___________________________________________
--- --- --- --- ---
[ لـتـحـمـيـل الأحاديث التي تم نشرها من بداية السنة الهجرية (1431هـ) ]
أحـــاديـــث شـــهـــر (word) (PDF)
--- --- --- --- ---
أسأل الله أن يرزقني وإياكم الفقه في الدين
وشاكر لكم حسن متابعتكم
وإلى اللقاء في الحديث القادم
"إن شـــاء الله"