قد يتعرض البعض لضغوط من الأهل والمجتمع في فترة ما قبل الزواج، فيُصاب بالقلق والإكتئاب ..
فكيف يتصرف مع هذه الضغوط
اعلم أن هذا إختبـار صدق الإيـمـان .. فالله يبتليك لإختبار صدق إيمانك.
قال تعالى {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين(3)} [العنكبوت].
ويختبـرك بالنــاس .. قال تعالى {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً (20)} [الفرقان]
فمن ستُرضي الله أم الناس؟؟! .. قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
فإن أرضيت الله، ثقّ أنه لن يتركك بل سيُرضِّيك لا محالة. والناس لن تغني عنك من الله شيئا، قال تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [الأنعام: 116]
&#-&#-&#-&#-*
كيــف تتــعامـل مـع قـلـق إنتظــار شريــك الحيــــــاة؟
عليك بصدق اللجوء إلى الله والتضرع إليه لكي يُدبر لك أمرك وينجيك من هذه الفتن .. قال تعالى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [الأعراف: 55]
قراءة القرآن .. فهو وصفة العلاج من أي فتنة من الممكن أن تُقابلك .. { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)} [الأعراف] .. فإذا قرأت القرآن تتنزل عليك الرحمة فترفع غضب الله عنك، فلا تُفتن.
حصّن نفسك بالذكر .. {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِين} [الأعراف: 205] .. فأنت تحتاج إلى ذكر يُحصنك من الغفلة التي يدخل الشيطان منها لقلبك، فالشيطان يجعل لك الحياة بؤس وشقاء، إنما الذِكر يجلي القلب فتكون محصنًا من الشيطان ووساوسه.
ذِّل وإنكسر لله .. قال سبحانه وتعالى {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون} [الأعراف:206] .. فالذل والإنكسار أفضل باب تدخل على الله منه، سجـدة تنكسر لله بها فتدخل على الله من هذا الباب العظيم .. باب الذل والإنكسار.
فالذي ينكسر بين يدي الله هم من سيكونون عند الله وهم من سيوفقهم الله.
اربط قلبك بـالصلاة، و أدم طرق الباب يوشك أن يفتح لك .. { إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)} [المعارج].
برهن على الإيمان بإيثار الله .. {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}[المعارج]
أعمل عمل فذّ كبير تتقرب به إلى الله .. {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ }[ المعارج:26 ].
كن على حذر .. {وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ( 27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)} [المعارج] .. فعندما تتعرف على الله، و تقترب منه أكثر تخاف عذابه، و تشفق أن تضيع رصيدك وجهدك بالمعاصي.
أحفظ الله يحفظك .. { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)} [المعارج]. فعندما تحفظ نفسك وتحفظ جوارحك يحفظك الله فيعطيك من فضله.
الإيمان أمانة فلا تضيع حق ربك .. { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [ المعارج: 32 ] .. فإذا استودع قلبك الإيمان، فقد إصطفاك بنعمة عظيمة فحافظ عليها، و لا تنقض عهد الله من بعد ميثاقه.
لا تضيع حقوق الناس .. { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ } [المعارج:33].
قال صلى الله عليه وسلم "النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا" [السلسة الصحيحة رقم(2382)]
وقال صلى الله عليه وسلم "ما رزق عبدًا خيرًا له ولا أوسع من الصبر" [رواه الحاكم وصححه الألباني]
فاعلم أنك لن تنجح في أي شيء في حياتك إلا بالصبر، وكلما زاد صبرك زاد رزقك.
واعلم أن الله يُعطيك بقدر، فهو يعطيك كل ما ينفعك و يُصلحك، فلابد أن ترضى بما أعطاه لك .. "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا" [رواه مسلم]
فلو رضيت بقضاء الله لن تقلق ولن تكتئب ولن تحمل الهمّ أبدًا.
وأخيـرًا: أُصــدق الله .. في طلب رضاه سبحانه وتعالى من الزواج، و سيصدُقك لا محالة.
يقول النبي صلي الله عليه وسلم "ثلاثة حق علي الله أن يعينهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف" [حسنه الألباني، صحيح الجامع رقم (3050)]
فلو صدقت الله في أنه يكون سبيل العفاف، سيرزقك إياه .. وأكثّر من الدعاء بــ "اللهم أرزقني التقي والهدى والعفاف والغنى" .. والله سيدبر لك كل أمورك، بصدقك و حسن يقينك فيه سبحانه وتعالى.
المصادر:
درس "الطريق إلى الزواج" للشيخ هاني حلمي.