بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد ... أحبتي في الله ..
بعد الليله الثانية في زمان العشر أسألك بالله متى تبيع ؟
قال الله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَه ابتِغَاءَ مَرضَاةِ اللَّهِ وَاللَّه رَءوفٌ بِالعِبَادِ
هل صرت أقصر ذلاً له ؟
هل حققت معنى من معاني العبودية لتغفر برئفة ربك ؟
تذكر : أن البائع نفسه معتقها . فيعتق بإذن الله من النار .
فسابق لتلحق ركب العتقاء قبل أن تبور السلعه ( وَكنتم قَومًا بورًا )
و حينها ( وَيحَذِّركم اللَّه نَفسَه وَاللَّه رَءوفٌ بِالعِبَادِ ) ...
مَن ينافس أخوانه في البيت الحرام ؟؟ فتختم يومياً ...
يقول ابن القيم في " الفوائد " : فاذا
شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شأنه ، فكيف لا
تحبه ، وتنافس في القرب منه ، وتنفق أنفاسها في التودد اليه ، ويكون أحب
إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه ، وكيف لا تلهج
بذكره ، ويصير حبه والشوق اليه والأنس به هو غذائها وقوتها ودواؤها ، بحيث
ان فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنفع بحياتها " .
في كتاب المتمنين لابن أبي الدنيا : قال منبوذ أبو همام : قلت لعيسى بن وردان وكان يتنفس تنفسا منكرا فقلت ما غاية شهوتك من الدنيا فبكى ثم قال : أشتهي أن ينفرج لي عن صدري فأنظر إلى قلبي ماذا صنع القرآن فيه وما نكأ ( أي ما داوى من جراحات الذنوب ) .
كتبه الشيخ
هانى حلمى