بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )
[ آيـــات الــيــوم(90) ]
السبت– (13/رمضان/1431هـ) – (23/08/2010م)
سورة آل عمران من الآية: (113) إلى (117)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)
شرح الكلمات
{ليسوا سواء}: غير متساوين.
{أمة قائمة}: جماعة قائمة ثابتة على الإِيمان والعمل الصالح.
{يتلون آيات الله}: يقرأون القرآن.
{آناء الليل}: ساعات الليل جمع إني وَإِني.
{وهم يسجدون}: يصلون
{يسارعون في الخيرات}: يبتدرونها خشية الفوات.
{فلن يكفروه}: فلن يجحدوه بل يعترف له به ويجزون به وافياً.
معنى الآيات
بعد أن ذكر تعالى حال أهل الكتاب وأنه فريقان مؤمن صالح، وكافر فاسد، ذكر هنا في هذه الآيات الثلاث: (113- 114- 115) أن أهل الكتاب ليسوا سواء أي غير متساوين في الحال، وأثنى على أهل الصلاح منهم فقال جل ذكره {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة} أي على الإِيمان الحق الدين الصحيح وهم الذين أسلموا: يتلون آيات الله يقرأونها في صلاتهم آناء الليل أي ساعات الليل في صلاة العشاء وقيام الليل وهم يسجدون وهذا ثناء عليهم بالسجود إذ هو أعظم مظاهر الخضوع لله تعالى كما أثنى تعالى عليهم بالإِيمان الصادق والأمر بالمعروف وهو الدعو إلى عبادة الله تعالى بعد الإِيمان به، والإِسلام الظاهر الباطن له. وينهون عن المنكر وهو الشرك بعبادة الله تعالى والكفر به وبرسوله فقال عز وجل: {يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات} أي يبادرون إليها قبل فواتها والخيرات هي كل قول وعمل صالح من سائر القربات. وشهد تعالى لهم بالصلاح فقال: {وأولئك من الصالحين}.
وأخيراً في الآية (115) أن ما يفعلونه من الصالحات وما يأتونه من الخيرات لن يجحدوه بل يعترف لهم به ويجزون عليه أتم الجزاء، لأنهم متقون والله عليم بالمتقين فلن يضيع أجرهم.
هداية الآيات
المنكر ويسارعون في الخيرات} أي يبادرون إليها قبل فواتها والخيرات هي كل قول وعمل صالح من سائر القربات. وشهد تعالى لهم بالصلاح فقال: {وأولئك من الصالحين}.
وأخيراً في الآية (115) أن ما يفعلونه من الصالحات وما يأتونه من الخيرات لن يجحدوه بل يعترف لهم به ويجزون عليه أتم الجزاء، لأنهم متقون والله عليم بالمتقين فلن يضيع أجرهم.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)
شرح الكلمات
{كفروا}: كذبوا بالله ورسوله وشرعه ودينه.
{لن تغني عنهم}: لن تجزى عنهم يوم القيامة أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئا، إذ لا مال يومئذ ينفع، ولا بنون.
{مثل}: أي صفة وحال ما ينفقونه لإِبطال دعوة الإِسلام، أو للتصدق به.
{الصرّ}: الريح الباردة الشديدة البر التي تقتل الزرع وتفسده.
{الحرث}: ما تحرث له الأرض وهو الزرع.
{ظلموا أنفسهم}: حيث دنسوها بالشرك والمعاصي فعرضوها للهلاك والخسار.
معنى الآيات
لما ذكر تعالى حال مؤمني أهل الكتاب وأثنى عليهم بما وهبهم من صفات الكمال ذكر هنا في هاتين الآيتين ما توعد به أهل الكفر من الكتابين وغيرهم من المشركين على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب ليهتدي من هيأه الله تعالى للهداية فقال: إن الذين كفروا أي كذبوا الله ورسوله فلم يؤمنوا ولم يوحّدوا لن تغني عنه أموالهم ولا أولادهم أي في الدنيا والآخرة مما أراد الله تعالى بهم شيئاً من الإِغناء، لأن الله تعالى غالب على أمره عزيز ذو انتقام، وقوله تعالى: {وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}. فيه بيان حكم الله تعالى فيهم وهو أن أولئك البعداء في الكفر والضلال المتوغلين في الشر والفساد هم أصحاب النار الذين يعيشون فيها لا يفارقونها أبداً ولن تغني عنهم أموالهم التي كانوا يفاخرون بها، ولا أولادهم الذين كانوا يعتزون بهم ويستنصرون، إذ يوم القيامة لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم: سليم من الشك والشرك والكبر العجب والنفاق.
هذا ما تضمنته الآية: (116) أما الآية (117) فقد ضرب تعالى فيها مثلاً لبطلان نفقات الكفار والمشركين وأعمالهم التي يرون أنها نافعة لهم في الدنيا والآخرة ضرب لها مثلاً: ريحاً باردة وقضت عليه نهائياً فلم ينتفعوا بشيء منه، قال تعالى في هذا المثل: مثل ما ينفقون - أي أولئك الكفار في هذه الحياة الدنيا أي مما يرونه نافعاً لهم من بعض أنواع البر. كمثل ريح فيها صرّ أي برد شديد أصابت - أي تلك الريح الباردة حرث قوم أي زرعهم النابت فأهلتكه أي أفسدته. فحرموا من حرثهم ما كانوا يؤملون، وما ظلمهم حيث أرسل عليهم الريح فأهلكت زرعهم، إذ لم يفعل الله تعالى هذا بهم إلا لأنهم ظلموا بالكفر والشرك والفساد فجزاهم الله بالحرمان وبذلك كانوا هم الظالمين لأنفسم. قال تعالى: { وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون }.
هداية الآيات
1- لن يغني عن المرء مال ولا ولد متى ظلم وتعرض لنقمة الله تعالى.
2- أهل الكفر هم أهل النار وخلودهم فيها محكوم به مقدّر عليهم لا نجاة منه.
3- بطلان العمل الصالح بالشرك والموت على الكفر.
4- استحسان ضرب الأمثال في الكلام لتقريب المعاني إلى الأذهان.
وصلة الوورد
http://www.4shared.com/file/d_l9Eusc/ayat_alyom_90.html
إلى اللقاء في الآيات القادمة