17‏/8‏/2010

حَدِيثُ الْيَوْم / الثلاثاء + شيء من فضائل الصيام


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حَدِيثُ الْيَوْم / الثلاثاء + شيء من فضائل الصيام

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

الْحَمْدُ لله الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتْ

(فضائل الصيام وخصائص رمضان)

الحديث الأول: في شيءٍ مِنْ فَضَائِلِ الصِّيَامْ.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به – يدع شهوته وطعامه من أجلي. وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

رواه البخاري ومسلم.

الخلوف: بضم الخاء المعجمة، هو التغير في الفم.

الحديث دليل على فضل الصيام، وعظيم منـزلته عند الله تعالى. وقد جاء في هذا الحديث أربع من فضائله الكثيرة.

الأولى: أن الصائمين يوَفّون أجورهم بغير حساب، فإن الأعمال كلّها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً كثيرة؛ لأن الصيام من الصبر.

وقد قال الله تعالى: }إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{(1).

قال الأوزاعي – رحمه الله -: (ليس يوزن لهم ولا يكال، إنما يغرف لهم غرفاً)(2).

الثانية: أن الله تعالى أضاف الصوم إلى نفسه من بين سائر الأعمال، وكفى بهذه الإضافة شرفاً، ولأن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله تعالى، فهو عمل باطن لا يراه الخلق ولا يدخله رياء.

الثالثة: أن الصائم إذا لقي ربه فرح بصومه.

وأما فرحته عند فطره، فلتمام عبادته، وسلامتها من المفسدات وحصول ما منع منه مما يوافق طبيعته. وهذا من الفرح المحمود؛ لأنه فرح بطاعة الله وتمام الصوم الموعود عليه الثواب الجزيل.

كما قال الله تعالى: }قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ{(3).

الرابعة: أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. وهذا الطيب يكون يوم القيامة؛ لأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال؛ لرواية: (أطيب عند الله يوم القيامة)(4).

كما يكون ذلك في الدنيا لأنه وقت ظهور أثر العبادة، وهذه الرائحة وإن كانت مكروهة في مشامّ الناس في الدنيا لكنها أطيب عند الله من ريح المسك، لكونها ناشئة عن طاعة الله تعالى

(1) سورة الزمر – الآية – (10).

(2) تفسير ابن كثير (7/80).

(3) سورة يونس – الآية – (58).

(4) الرواية لمسلم رقم (1151) (163).