30‏/8‏/2010

آيات اليوم 93

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )

[ آيـــات الــيــوم(93) ]

الاثنين(20/رمضان/1431هـ) – (30/08/2010م)

سورة آل عمران من الآية: (128) إلى (132)

اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه

لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)

شرح الكلمات

{الأمر}: الشأن والمراد هنا توبة الله على الكافرين أو تعذيبهم.
{شيء}:
شيء نكرة متوغلة في الإِبهام. وأصل الشيء: ما يعلم ويخبر به.
{أو}:
هنا بمعنى حتى أي فاصْبِرْ حتى يتوب عليهم أو يعذبهم.
{لله ما في السموات...}:
أي ملكاً وخلقاً وعبيداً يتصرف كيف يشاء ويحكم كما يريد.
{لا تأكلون الربا}:
لا مفهوم للأكل بل كل تصرف بالربا حرام سواء كان أكلاً أو شرباً أو لباساً.
{الربا}:
لغة: الزيادة، وفي الشرع نوعان: ربا فضل وربا نسيئة ربا الفضل: يكون في الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح فإذا بيع الجنس بمثله يحرم الفضل أي الزيادة ويحرم التأخير، وربا النسيئة: هو أن يكون على المرء دين إلى أجل فيحل الأجل ولم يجد سدادا لدينه فيقول له أخرني وزد في الدين.
{أضعافاً مضاعفة}:
لا مفهوم لهذا لأنه خرج مخرج الغالب، إذ الدرهم الواحد حرام كالألف، وإنما كانوا في الجاهلية يؤخرون الدين ويزيدون مقابل التأخير حتى يتضاعف الدين فيصبح أضعافاً كثيرة.
{تفلحون}:
تنجون من العذاب وتظفرون بالنعيم المقيم في الجنة.
{أعدت للكافرين}:
هيئت وأحضرت للمكذبين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
{لعلكم ترحمون}: لترحموا فلا تُعذَّبوا بما صدر منكم من ذنب المعصية.


معنى الآيات

صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد دعا على أفراد من المشركين بالعذاب، وقال يوم أحد لما شج رأسه وكسرت رباعيته: " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم؟ " فأنزل الله تعالى عليه قوله: {ليس لك من الأمر شيء} أي فاصبر حتى يتوب الله تعالى عليهم أو يعذبهم بظلمهم فإنهم ظالمون ولله ما في السموات وما في الأرض ملكاً وخلقاً يتصرف كيف يشاء ويحكم ما يريد فإن عذب فبعد له وإن رحم فبفضله، وهو الغفور لمن تاب الرحيم بمن أناب.

هذا ما تضمنته الآيتان الأولى (128) والثانية (129) وأما الآية الثالثة (130) فإن الله تعالى نادى عباده المؤمنين بعد أن خرجوا من الجاهلية ودخلوا في الإِسلام بأن يتركوا أكل الربا وكل تعامل به فقال
{يا أيها الذين آمنوا} أي بالله رباً وبالإِسلام ديناً وبمحمد رسولاً {لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة} إذ كان الرجل يكون عليه دين ويحل أجله ولم يجد ما يسدد به فيأتي إلى دائنه ويقول أخِّر ديني وزد علّي وهكذا للمرة الثانية والثالثة حتى يصبح الدين بعدما كان عشراً عشرين وثلاثين. وهذا معنى قوله أضعافاً مضاعفة، ثم أمرهم بتقواه عز وجل وواعدهم بالفلاح فقال عز وجل {واتقوا الله لعلكم تفلحون}
أي كي تفلحوا بالنجاة من العذاب والحصول على الثواب وهو الجنة.

وفي الآية الرابعة (131) أمرهم تعالى باتقاء النار التي أعدها للكفرين فهي مهيئة محضرة لهم، واتقاؤها يكون بطاعته تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل:
{واتقوا النار التي أعدت للكافرين} ، أي المكذبين بالله ورسوله فلذا لم يعملوا بطاعتهما لأن التكذيب مانع من الطاعة، وفي الآية الأخيرة (132) أمرهم تعالى بطاعته وطاعة رسوله ووعدهم على ذلك بالرحمة في الدنيا والآخرة وكأنه يشير إلى الذين عصوا رسول الله في أحد وهم الرماة الذين تخلوا عن مراكزهم الدفاعية فتسبب عن ذلك هزيمة المؤمنين أسوأ هزيمة فقال تعالى: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} أي كي يرحمكم فيتوب عليكم ويغفر لكم ويدخلكم دار السلام والنعيم المقيم.

هداية الآيات

1- استقلال الرّب تعالى بالأمر كله فليس لأحد من خلقه تصرف في شيء إلا ما أذن فيه للعبد.
2- الظلم مستوجب للعذاب ما لم يتدارك الرب العبد بتوبة فيتوب ويغفر له ويعفو عنه.
3- حرمة أكل الربا مطلقا ً مضاعفاً كان أو غير مضاعف.
4- بيان ربا الجاهلية إذ هو هذا الذي نهى الله تعالى عنه بقوله: {لا تأكلوا الربا}.
5- وجوب التقوى لمن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة.
6- وجوب اتقاء النار ولو بشق تمرة.
7- وجوب طاعة الله ورسوله للحصول على الرحمة الإِلهية وهي العفو والمغفرة ودخول الجنة.

وصلة الوورد

http://www.4shared.com/file/emu9MSle/ayat_alyom93.html

إلى اللقاء في الآيات القادمة