14‏/10‏/2009

رسالة إلى غاليتي

بينما كنت أسير في الطريق لفت إنتباهي أحد الفتيات , كانت ترتدي حجاباً ملوناً وكانت مؤخرة رأسها مرتفعه وكأنها وضعت في داخل حجابها لفافة من القماش أو ما شابه , بالإضافه إلى لباسها الضيق الذي فسر كل جسمها دون استثناء فتذكرت يوماً من الأيام عندما أتت أحد زميلاتي بالجامعة لتكلمني عن الحجاب الشرعي , كنت وقتها أرتدي البنطلون و قميص طويل , لم يكن لباسي ضيق ولكن في تلك الأيام كانت معظم الفتيات يرتدين الجلباب الواسع الطويل و خمار الرأس أي غطاء الرأس الطويل الذي يستر القسم الأعلى من جسدها ... في تلك الأيام لم أكن أعلم صفات الحجاب الشرعي.. فعندما رأيت تلك الفتاة التي ترتدي الحجاب الملون مع الملابس الضيقة قلت في نفسي من المؤكد هي أيضا لا تعلم ما هو الحجاب الشرعي.. و تعتقد كما كنت أعتقد أننا بمجرد ارتدينا ما نغطي فيه شعرنا وجسدنا بغض النظر عن ان كان ضيق أو ملفت للنظر بذلك أصبحنا محجبات..

فلذلك أخيتي الحبيبة قررت أن أكتب لكِ هذه الرسالة, رسالة من أختٍ محبة لا تريد إلا الخير لكِ وان تجتمع واياكِ في أعالي الجنان بجوار المصطفى خير الأنام ..


أخيتي
ما رأيك أن نلقي سويا نظره على بعض النقاط التي تبين لنا صفات الحجاب الشرعي والتي أخذتها من صفة حجاب المرأة المسلم لشيخنا الألباني رحمه الله..

هذا الحجاب الذي إن ارتديته تستطيعي أن تقولي عن نفسك محجبة ...

يرادوك الآن سؤال .. هل تقصدين أني لست بمحجبة ..


غاليتي

لم أقل أنكِ لستِ محجبة ولكن عدم علمك بصفة الحجاب الشرعي جعلكِ تترتدين حجاب مثل معظم الفتيات في مجتمعنا والذي هو والله أعلم لم يستكمل شروط الحجاب كاملة ..

أترككِ الآن لتطلعي على هذه الشروط الثمانية ...


أولا : ( استيعاب جميع البدن )

ثانيا : ( أن لا يكون زينة في نفسه )

ثالثا : ( أن يكون صفيقا "سميكاً " لا يشف )

رابعا : ( أن يكون فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها )

خامسا : ( أن لا يكون مبخرا مطيبا )

سادساً: (أن لا يشبه لباس الرجل)

سابعاً : ( أن لا يشبه لباس الكافرات ) .

ثامناً: (أن لا يكون لباس شهرة).

حبيبتي ..
بعدما قرأتِ هذه الشروط أريد منكِ أن تفتحي خزانة ملابسك وتبحثي فيها.. أي من هذه الملابس تنطبق عليها هذه الشروط؟

إسألي نفسك هل أنا عندما أخرج في هذه الملابس الملونة والضيقة والحجاب المنتفخ أو الضيق أكون قد حققت ما أردته من حجابي ..

نعم الآن ماذا أردتي من هذا الحجاب؟؟

ألستِ تسعين وراء مرضاة الله ورسوله؟؟

هل حجابك هذا يرضي الله سبحانه وتعالى؟؟

حبيبتي ..
إن حدثتك نفسك بأن هذه الصفات لا تتناسب مع عصرنا الحالي وأن جميع الفتيات ترتدين كما أرتدي البنطلون أو التنورة الضيقه والحجاب الستان الملون .. فماذا سيكون موقفكِ يوم نعرض أمام الله سبحانه وتعالى .. يوم نجد ملائكة العذاب تبحث عن من أمر الله سبحانه وتعالى برميهم في نار جهنم .. ما سيكون موقفك إن سمعتي في لحظتها حديث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما . قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات . رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا .."

أول ما سيدور في نفسك حينها هل أنا منهن؟
هل أنا من الكاسيات العارايات؟

ملابسي كانت ضيقة أمشي أمام الرجال وكأني عارية , هل رأسي كأسمنة البخت والتي قال في تفسيرها الإمام النووي
" فمعناه يُعظّمن رؤوسهن بالخُمُر والعمائم وغيرها مما يُلفّ على الرأس حتى تشبه أسنمة الإبل البخت"

ماذا سيكون موقفكِ يومها يوم تجدين جبال من السيئات وأنتِ تتساءلين من أين هذه؟؟
لتعلمي أنكِ فتنتي هذا وذاك بمظهرك الملفت أو بسبب فتاة قلدتك في لباسك أو.. أو.. غيرها.. وغيرها..

من الأسباب التي تعود إلى هذا اللباس الذي دعوه بالشرعي ...

حبيبتي
بعدما قرأتي هذه الكلمات التي أرسلها من قلبي إلى قلبكِ الطيب هل ستتركين نفسكِ وجسدك لعذاب يوم القيامة ؟

هل ستأجلين تغير هذه الملابس إلى أيام وأيام؟

و أذكرك حبيبتي أن بالأمس كان بيننا فتيات ونساء كن يرتيدن مثل هذا الملابس وهن اليوم يرتدين أرخص الملابس كفنٌ أبيض.. ووضعن فيه تحت التراب في قبرٍ ضيق معتم , ومنهن من أجل توبته ومنهن من أخذه الأمل في الحياة الدنيا وما تدري نفسٌ متى أجلها ..

حبيبتي
سارعي إلى مغفرة من ربك وجنة عرضها السموات والأرض واطلبي من الله رضوان فهذه الدنيا زائلة ولن يبقى منها إلا عملكِ الصالح.


بقلم محبتكِ طالبة الفردوس