1‏/9‏/2010

آيات اليوم 94


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )

[ آيـــات الــيــوم(94) ]

الأربعاء(22/رمضان/1431هـ) – (01/09/2010م)

سورة آل عمران من الآية: (133) إلى (136)

اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)

شرح الكلمات

{إلى مغفرة}: المغفرة: ستر الذنوب وعدم المؤاخذة بها. والمراد هنا: المسارعة إلى التوبة بترك الذنوب، وكثرة الاستغفار وفي الحديث: " ما من رجل يذنب ذنبا ثم يتوضأ ثم يصلي ويستغفر الله إلى غفر له ".
{وجنة}:
الجنة دار النعيم فوق السماوات، والمسارعة إليها تكون بالإِكثار من الصالحات.
{في السراء والضراء}:
السراء الحال المسرة وهي اليسر والغنى والضراء الحال المضرة وهي الفقر.
{والكاظمين الغيظ}: كظم الغيظ: حبسه، والغيظ ألم نفسي يحدث إذا أوذي المرء في بدنه أو عرضه أو ماله، وحبس الغيظ:
عدم إظهاره على الجوارح بسب أو ضرب ونحوهما للتشفي والانتقام.
{والعافين عن الناس}:
العفو عدم المؤاخذة للمسيء مع القدرة على ذلك.
{يحب المحسنين}:
المحسنون هم الذين يبّرون ولا يسيئون في قول أو عمل.
{فاحشة}:
الفاحشة: الفعلة القبيحة الشديدة القبح كالزنى وكبائر الذنوب.
{أو ظلموا أنفسهم}:
بترك واجب أو فعل محرم فدنسوها بذلك فكان هذا ظلماً لها.
{ولم يصروا}:
أي يسارعوا إلى التوبة، لأن الإِصرار هو الشد على الشيء والربط عليه مأخوذ من الصر، والصرة معروفة.
{وهم يعلمون}:
أي أنهم مخالفون للشرع بتركهم ما أوجب، أو بفعلهم ما حرم.
{ونعم أجر العاملين}: الذي هو الجنة.


معنى الآيات

لما نادى الله تعالى المؤمنين ناهياً لهم أكل الربا آمراً لهم بتقواه عز وجل، وباتقاء النار وذلك بترك الربا وترك سائر المعاصي الموجبة لعذاب الله تعالى ودعاهم إلى طاعته وطاعة رسوله كي يرحموا في دنياهم وأخراهم. أمرهم في الآية الأولى (133) بالمسارعة إلى شيئين الأول مغفرة ذنوبهم وذلك بالتوبة النصوح، والثاني دخول الجنة التي وصفها لهم، وقال تعالى {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} أي أحضرت وهيئت للمتقين والمسارعة إلى الجنة هي المسارعة إلى موجبات دخولها وهي الإِيمان والعمل الصالح إذ بهما تزكوا الروح وتطيب فتكون أهلاً لدخول الجنة.

هذا ما تضمنته الآية الأولى وأما
الآيتان الثانية (134) والثالثة (135) فْقد تضمنتا صفات المتقين الذين أعدت لهم الجنة دار السلام فقوله تعالى: {الذين ينفقون في السراء والضراء} هذا وصف لهم بكثرة الإنفاق في سبيل الله، وفي كل أحايينهم من غنىً وفقر وعسر ويسر وقوله: {والكاظمين الغيظ} وصف لهم بالحلم والكرم النفسي وقوله: {والعافين عن الناس} وصف لهم بالصفح والتجاوز عن زلات الآخرين تكرماً، وفعلهم هذا إحسان ظاهر ومن هنا بشروا بحب الله تعالى لهم فقال تعالى {والله يحب المحسنين} كما هو تشجيع على الإِحسان وملازمته في القول والعمل وقوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} وصف لهم بملازمة ذكر الله وعدم الغفلة، ولذا إذا فعلوا فاحشة ذنباً كبيراً أو ظلموا أنفسهم بذنب دون الفاحش ذكروا وعيد الله تعالى ونهيه عما فعلوا فبادروا إلى التوبة وهى الإقلاع عن الذنب والندم عن الفعل والعزم على عدم العودة إليه، واستغفار الله تعالى منه.

وقوله تعالى: {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} وصف لهم بعدم الإِصرار أي المواظبة على الذنب وعدم تركه وهم يعلمون أنه ذنب ناتج عن تركهم لواجب، أو فعلهم الحرام، وأما الآية الرابعة (136) فقد تضمنت بيان جزائهم على إيمانهم وتقواهم وما اتصفوا به من كمالات نفسية، وطهارة روحية الا وهو مغفرة ذنوبهم كل ذنوبهم. وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها. ومدح المنان عز وجل ما جازاهم به من المغفرة والخلود في الجنة ذات النعيم المقيم فقال: {ونعم أجر العاملين}.

هداية الآيات

1- وجوب تعجيل التوبة وعدم التسويف فيها لقوله تعالى: {سارعوا}.
2- سعة الجنة، وإنها مخلوقة الآن لقوله تعالى:
{أُعدت}.
3- المتقون هم أهل الجنة وورثتها بحق.
4- فضل استمرار الإنفاق في سبيل الله، ولو بالقليل.
5- فضيلة خلة كظم الغيظ بترك المبادرة إلى التشفي والانتقام.
6- فضل العفو عن الناس مطلقا مؤمنهم وكافرهم بارهم وفاجرهم.
7- فضيلة الاستغفار وترك الإِصرار على المعصية للآية والحديث:
"ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة". رواه الترمذى وابو داود. وحسنه ابن كثير.

وصلة الوورد

http://www.4shared.com/file/DBie-Omk/ayat_alyom94.html

إلى اللقاء في الآيات القادمة