6‏/9‏/2010

آيات اليوم 96

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )

[ آيـــات الــيــوم(96) ]

الأثنين (27/رمضان/1431هـ) – (06/09/2010م)

سورة آل عمران من الآية: (142) إلى (146)

اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه

فواصل اسلاميه للمواضيع

أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)

فواصل اسلاميه للمواضيع

شرح الكلمات

فواصل اسلاميه للمواضيع

{أم حسبتم}: بل أظننتم فلا ينبغي أن تظنوا هذا الظن فالاستفهام إنكاري.
{ولما يعلم}: ولم يبتلكم بالجهاد حتى يعلم علم ظهور من يجاهد منكم ممن لا يجاهد كما هو عالم به في باطن الأمر وخفيّه.
{خلت من قبله}: أي مضت من قبله الرسل بلغوا رسالتهم وماتوا.
{فإن مات أو قتل}: ينكر تعالى على من قال عندما أشيع أن النبي قُتل (هيا بنا نرجع إلى دين قومنا، فالاستفهام منصبّ على قوله {انقلبتم على أعقابكم..} لا على فإن مات أو قتل، وإن دخل عليها.
{انقلبتم على أعقابكم}: رجعتم عن الإِسلام إلى الكفر.
{كتاباً مؤجلاً}: كتب تعالى آجال الناس مؤقتة بمواقيتها فلا تتقدم ولا تتأخر.
{ثواب الدنيا}: الثواب: الجزاء على النية والعمل معاً، وثواب الدنيا الرزق وثواب الآخرة الجنة.
{الشاكرين}: الذين ثبتوا على إسلافهم فاعتبر ثباتهم شكراً لله، وما يجزيهم به هو الجنة ذات النعيم المقيم، وذلك بعد موتهم.

{وكأيّن من نبي}: كثير من الأنبياء. وتفسر كأين بكم وتكون حينئذ للتكثير.
{ربيّون}: ربانيون علماء وصلحاءاً وأتقياء عابدون.
{فما وهنوا لما أصابهم}: ما ضعفوا عن القتال ولا انهزموا لأجل ما أصابهم من قتل وجراحات.
{وما استكانوا}: ما خضعوا ولا ذلوا لعدوهم.

فواصل اسلاميه للمواضيع

معنى الآيات

فواصل اسلاميه للمواضيع

ما زال السياق متعلقاً بغزوة أحد فأنكر تعالى على المؤمنين ظنهم أنهم بمجرد إيمانهم يدخلون الجنة بدون أن يبتلوا بالجهاد والشدائد تمحيصاً وإظهاراً للصادقين منهم في دعوى الإِيمان والكاذبين فيها، كما يظهر الصابرين الثابتين والجزعين المرتدين فقال تعالى {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} ثم عابهم تعالى على قلة صبرهم وانهزامهم في المعركة مذكراً إياهم بتمنيات الذي لم يحضروا وقعة بدر، وفاتهم فيها ما حازه من حضرها من الأجر والغنيمة بأنهم إذا قُدر لهم قتال في يوم ما من الأيام يبلون فيها البلاء الحسن فلا قدر تعالى ذلك لهم في وقعة أحد جزعوا وما صبروا وفروا منهزمين فقال تعالى: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} أي فلم انهزمتم وما وفيتم ما واعدتم أنفسكم به؟ هذا ما تضمنته الآيتان الأولى (142)، والثانية (143) وأما الآية الثالثة (144) فقد تضمنت عتاباً شديداً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اشتدت المعركة وحمي وطيسها واستحر القتل في المؤمنين نتيجة خلو ظهورهم من الرماة الذين كانوا يحمونهم من ورائهم وضرب ابن قميئة -أقمأة الله- رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في وجهه فشجه وكسر رباعيته، وأعلن أنه قتل محمداً فانكشف المسلمون وانهزموا، وقال من قال منهم لم نقاتل وقد مات رسول الله، وقال بعض المنافقين نبعث إلى ابن أبي رئيس المنافقين يأتي يأخذ لنا الأمان من أبي سفيان، ونعود إلى دين قومنا!! فقال تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} وما دام رسولاً كغيره من الرسل، وقد مات الرسل قبله فلم ينكر موته، أو يندهش له إذاً؟ بعد تقرير هذه الحقيقة العليمة الثابتة أنكر تعالى بشدة على أولئك الذين سمعوا صرخة إبليس في المعركة (قتل محمد) ففروا هاربين إلى المدينة، ومنهم من أعلن ردته في صراحة وهم المنافقون فقال تعالى: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبية فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين} فعاتبهم منكراً على المنهزمين والمرتدين من المنافقين ردتهم، وأعملهم أن ارتداد من ارتد أو يرتد لن يضر الله تعالى شيئاً فالله غنّي عن إيمانهم ونصرهم، وأنه تعالى سيجزي الثابتين على إيمانهم وطاعة ربهم ورسوله صلى الله عليه وسلم سيجزيهم دنيا وآخرة بأعظم الأجور وأحسن المثوبات.

هذه ما تضمنته الآية الثالثة أما الآية الرابعة (145) فقد تضمنت حقيقتين علميتين: الأولى: أن موت الإِنسان حد بدون علم الله تعالى بذلك فلم يكن لملك الموت أن يقبض روح إنسان قبل إذن الله تعالى له بذلك، وشيء آخر وهو أن موت كل إنسان قد ضبظ تاريخ وفاته باللحظة فضلاً عن اليوم والساعة، وذلك في كتاب خص فليس من الممكن أن يتقدم أجل إنسان أو يتأخر بحال من الأحوال، هذه حقيقة يجب أن تعلم، من قول الله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً}.

والثانية: أن من دخل المعركة يقاتل باسم الله فإن كان يريد بقتاله ثواب الدنيا فلله عز ولا يؤتيه من الدنيا ما قدره له، وليس له من ثواب الآخرة شيء، وإن كان يريد ثواب الآخرة لا غير فالله عز وجل يعطيه في الدنيا ما كتب له ويعطيه ثواب الآخرة وهو الجنة وما فيها من نعيم مقيم وأن الله تعالى سيجزي الشاكرين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذه الحقيقة التي تضمنها قوله تعالى: {ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الله الشاكرين}.

ما زال السياق في الحديث عن أحداث غزوة أحد فذكر تعالى هنا ما هو في تمام عتابه للمؤمنين في الآيات السابقة عن عدم صبرهم وانهزامهم وتخليهم عن نبيهم في وسط المعركة وحده حتى ناداهم: إليّ عباد الله إليّ عباد الله فثاب إليه رجال. فقال تعالى مخبراً بما يكون عظة للمؤمنين وعبرة لهم: {وكأيّن من نبي} أي وكم من نبي من الأنبياء السابقين قاتل معه جموع كثيرة من العلماء والأتقياء والصالحين فما وهنوا أي ما ضعفوا ولا ذلوا لعدوهم ولا خضعوا له كما همّ بعضكم أن يفعل أيها المؤمنون، فصبروا على القتال مع أنبيائهم متحملين آلام القتل والجرح فأحبهم ربهم تعالى لذلك أنه يحب الصابرين.

ما زال السياق في الحديث عن أحداث غزوة أحد فذكر تعالى هنا ما هو فى تمام عتابه للمؤمنين في الآيات السابقة عن عدم صبرهم وانهزامهم وتخليهم عن نبيهم في وسط المعركة وحده حتى ناداهم: إليّ عباد الله إليّ عباد الله فثاب إليه رجال. فقال تعالى مخبراً بما يكون عظة للمؤمنين وعبرة لهم: { وكأيّن من نبي } أي وكم من نبي من الأنبياء السابقين قاتل معه جموع كثيرة من العلماء والاتقياء والصالحين فما وهنوا أي ما ضعفوا ولا ذلوا لعدوهم ولا خضعوا له كما همّ بعضكم أن يفعل أيها المؤمنون، فصبروا على القتال مع انبيائهم متحملين آلام القتل والجرح فأحبهم ربهم تعالى لذلك أنه يحب الصابرين.

هذا ما تضمنته الآية الأولى (146) ونصها: { وكأيّن من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم، وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين }

فواصل اسلاميه للمواضيع

هداية الآيات

فواصل اسلاميه للمواضيع

1- الابتلاء بالتكاليف الشرعية الصعبة منها والسهلة من ضروريات الإِيمان.
2- تقرير رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبشريته المفضلّة، ومَوْتَتِه المؤلمة لكل مؤمن.
3- الجهاد وخوض المعارك لا يقدم أجل العبد، والفرار من الجهاد لا يؤخره أيضاً.
4- ثواب الأعمال موقوف على نية العاملين وحسن قصدهم.
5- فضيلة الشكر بالثبات على الإِيمان والطاعة لله ورسوله في الأمر والنهي.

وصلة الوورد

http://www.4shared.com/file/E2mEg6oC/ayat_alyom96.html

إلى اللقاء في الآيات القادمة بإذنه تعالى