4‏/9‏/2010

آيات اليوم 95





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )

[ آيـــات الــيــوم(95) ]

السبت(25/رمضان/1431هـ) – (04/09/2010م)

سورة آل عمران من الآية: (133) إلى (136)

اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه

قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)

شرح الكلمات

{قد خلت}: خلت: مضت.
{سنن}:
جمع سنة وهي السيرة والطريقة التي يكون عليها الفرد أو الجماعة، وسنن الله تعالى في خلقه قانونه الماضي في الخلق.
{فسيروا في الأرض}:
الأمر للإرشاد، للوقوف على ديار الهالكين الغابرين لتعتبروا.
{عاقبة المكذبين}:
عاقبة أمرهم وهي ما حل بهم من الدمار والخسار كعاد وثمود.
{هذا بيان للناس}:
أي ما ذكر في الآيات بيان للناس به يتبينون الهدى من الضلال وما لازمهما من الفلاح، والخسران.
{موعظة}:
الموعظة الحال التي يتعظ بها المؤمن فيسلك سبيل النجاة.
{ولا تهنوا}:
لا تضعفوا.
{قرح}:
القرح: أثر السلاح في الجسم كالجرح، وتضم القاف فيكون بمعنى الألم.
{الأيام}:
جمع يوم والليالي معها والمراد بها ما يجريه الله من تصاريف الحياة من خير وغيره وإعزاز وإذلال.
{شهداء}:
جمع شهيد وهو المقتول في سبيل الله وشاهد وهو من يشهد على غيره.
{ليمحص}:
ليخلص المؤمنين من أدران المخالفات وأوضار الذنوب.
{ويمحق}: يمحو ويذهب آثار الكفر والكافرين.


معنى الآيات

لما حدث ما حدث من انكسار المؤمنين بسبب عدم الصبر، والطاعة اللازمة للقيادة ذكر تعالى تلك الأحداث مقرونة بفقهها لتبقى هدى وموعظة للمتقين من المؤمنين وبدأها بقوله: {قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} فأخبر تعالى المؤمنين بأن قد مضت فيمن قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم فقد أرسل الله تعالى إليهم رسله فكذبوهم فأمضى تعالى سننه فيهم فأهلك المكذبين وانجي المؤمنين بعد ما نالهم من أذى أقوامهم المكذبين، وستمضي سنته اليوم كذلك، فينجيكم وينصركم ويهلك المكذبين أعداءكم. وإن ارتبتم فسيروا في الأرض وقفوا على آثار الهالكين، وانظروا كيف كانت عاقبتهم،ثم قال تعال: هذا الذي ذكرت في هذه الآيات بيان للناس يتبينون به الحق من الباطل واهدى من الضلال، وهدى يهتدون به إلى سبيل السلام وموعظة يتعظ بها المتقون لاستعدادهم بإيمانهم وتقواهم للاتعاظ فيطيعوا الله ورسوله فينجون ويفلحون هذا ما تضمّنته الآيتان الأولى (137) والثانية (138) وأما الآيتان الثالثة (139) والرابعة (140) فقد تضمنتا تعزية الرب تعالى للمؤمنين فيما أصابهم يوم أحد إذ قال تعالى مخاطباً لهم {ولا تهنوا} أي لا تضعفوا فتقعدوا عن الجهاد والعمل، ولا تحزنوا على ما فاتكم من رجالكم، وأنتم الأعلون أي الغالبون لأعدائكم المنتصرون عليهم، وذلك فيما مضى وفيما هو آتٍ مستقبلا بشرط إيمانكم وتقواكم واعلموا أنه إن يمسسكم قَرْح بموت أو جراحات لا ينبغي أن يكون ذلك موهناً لكم قاعداً بكم عن مواصلة الجهاد فإن عدوكم قد مسّه قَرْح مثله وذلك في معركة بدر، والحرب سِجَال يومّ لكم ويومّ عليكم وهى سنة من سنن ربكم في الحياة هذا معنى قوله تعالى: {وتلك الأيام نداورها بين الناس} ثم بعد هذا العزاء الكريم الحكيم ذكر تعالى لهم علَّة هذا الحدث الجَلَل، والسر فيه وقال: {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منك شهداء} أي ليظهر بهذا الحادث المؤلم إيمان المؤمنين وفعلا فالمنافقون رجعوا من الطريق بزعامة رئيسهم المنافق الأكبر عبد الله بن أبي بن سلول، والمؤمنون واصلوا سيرهم وخاضوا معركتهم فظهر إيمانهم واتخذ الله منهم شهداء وكانوا نحواً من سبعين شهيداً منهم أربعة من المهاجرين وعلى رأسهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير، والباقون من الأنصار رضي الله عنهم أجمعين.وقوله تعالى:{وليمحص الله الذين آمنوا} أي أوجد هذا الذي أوجده في أحد من جهاد وانكسار تخليصا للمؤمنين من ذنوبهم وتطهيراً لهم ليصفوا الصفاء الكامل، ويمحق الكافرين بإذهابهم وإنهاء وجودهم.

إن هذا الدرس نفع المؤمنين فيما بعد فلم يخرجوا عن طاعة نبيهم، وبذلك توالت انتصاراتهم حتى أذهبوا ريح الكفر والكافرين من كل أرض الجزيرة.

هداية الآيات

1- عاقبة المكذبين بدعوة الحق الخاسر والوبال.
2- في آيات القرآن الهدي والبيان والمواعظ لمن كان من أهل الإِيمان والتقوى.
3- أهل الإِيمان هم الأعلون في الدنيا والآخرة.
4- الحياة دول وتارات فليقابلها المؤمن بالكر والصبر.
5- الفتن تمص الرجال، وتودي بحياة العاجزين الجزعين.

وصلة الوورد

http://www.4shared.com/file/lT2UzD0q/ayat_alyom95.html

إلى اللقاء في الآيات القادمة إن شاء جل في علاه