بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )
[ آيـــات الــيــوم(117) ]
الأربعاء– (09/محرم/1432هـ) – (15/12/2010م)
سورة النساء الآية: (29-28)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)
معنى الآيات
ما زال السياق في بيان ما يحل وما يحرم من الأموال والأعراض والأنفس ففي هذه الآية (29) ينادي الله تعالى عباده المؤمنين بعنوان الإِيمان فيقول:{يا أيها الذين آمنوا} وينهاهم عن أكل أموالهم بينهم بالباطل بالسرقة أو الغش أو القمار أو الربا وما إلى ذلك من وجوه التحريم العديدة فيقول:{لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} ، أي بغير عوض مباح، أو طيب نفس، ثم يستثنى ما كان حاصلا عن تجارة قائمة على مبدأ التراضي بين البيعين لحديث "إنما البيع عن تراض" و "البيعان بالخيار ما لم يتفرق" فقال تعالى:{إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} فلا بأس بأكله فإنه حلال لكم. هذا ما تضمنته هذه الآية كما قد تضمنت حرمة قتل المؤمنين لبعضهم بعضاً فقال تعالى:{ولا تقتلوا أنفسكم} والنهي شامل لقتل الإِنسان نفسه وقتله أخاه المسلم لأن المسلمين كجسم واحد فالذي يقتل مسلماً منهم كأنما قتل نفسه. وعلل تعالى هذا التحريم لنا فقال إن الله كان بكم رحيماً، فلذا حرَّم عليكم قتل بعضكم بعضاً. هذا ما تضمنته الآية (29) أما الآية (30) فقد تضمنت وعيداً شديداً بالإِصلاء بالنار والإِحراق فيها كل من يقتل مؤمناً عدواناً وظلماً أي بالعمد والإِصرار والظلم المحض، فقال تعالى:{ومن يفعل ذلك} أي القتل {عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً، وكان ذلك} أي الإِصلاء والاحراق في النار {على الله يسيراً} لكمال قدرته تعالى فالمتوعد بهذا العذاب إذا لا يستطيع أن يدفع ذلك عن نفسه بحال من الأحوال.
هداية الآيات1- حرمة مال المسلم، وكل مال حرام وسواء حازه بسرقة أو غش أو قمار أو ربا.
2- إباحة التجارة والترغيب فيها والرد على جهلة المتصوفة الذين يمنعون الكسب بحجة التوكل.
3- تقرير مبدأ " إنما البيع عن تراض، والبيعان بالخيار ما لم يتفرقا ".
4- حرمة قتل المسلم نفسه أو غيره من المسلمين لأنهم أمة واحدة.
5- الوعيد الشديد لقاتل النفس عدواناً وظلماً بالإِصلاء بالنار.
6- إن كان القتل غير عدوان بأن كان خطأ، أو كان غير ظلم بأن كان عمداً ولكن بحق كقتل من قتل والده أو ابنه أو أخاه فلا يستوجب هذا الوعيد الشديد.
2- إباحة التجارة والترغيب فيها والرد على جهلة المتصوفة الذين يمنعون الكسب بحجة التوكل.
3- تقرير مبدأ " إنما البيع عن تراض، والبيعان بالخيار ما لم يتفرقا ".
4- حرمة قتل المسلم نفسه أو غيره من المسلمين لأنهم أمة واحدة.
5- الوعيد الشديد لقاتل النفس عدواناً وظلماً بالإِصلاء بالنار.
6- إن كان القتل غير عدوان بأن كان خطأ، أو كان غير ظلم بأن كان عمداً ولكن بحق كقتل من قتل والده أو ابنه أو أخاه فلا يستوجب هذا الوعيد الشديد.
إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)
معنى الآيات
يتفضل الجبار جل وجلاله وعظم إنعامه وسلطانه فيمن على المؤمنين من هذه الأمة المسلمة بأن وعدها وعد الصدق بأن من اجتنب منها كبائر الذنوب كفر عنه صغائرها وأدخله الجنة دار السلام وخلع عليها حلل الرضوان فقال تعالى {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه} ما أنهاكم عنه أنا ورسولي {نكفر عنكم سيئاتكم} التي هي دون الكبائر وهي الصغائر، {وندخلكم مدخلاً كريماً} الذي هو الجنة ولله الحمد والمنة. لهذا كانت هذه الآية من مبشرات القرآن لهذه الأمة.
هداية الآيات
1- وجوب الابتعاد عن سائر الكبائر، والصبر على ذلك حتى الموت.
2- الذنوب قسمان كبائر وصغائر ولذا وجب العلم بها لاجتناب كبائرها وصغائرها ما أمكن ذلك، ومن زل فليتب فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
3- الجنة لا يدخلها إلا ذوُو النفوس الزكية الطاهرة باجتنابهم المدنسات لها من كبائر الذنوب والآثام والفواحش.
2- الذنوب قسمان كبائر وصغائر ولذا وجب العلم بها لاجتناب كبائرها وصغائرها ما أمكن ذلك، ومن زل فليتب فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
3- الجنة لا يدخلها إلا ذوُو النفوس الزكية الطاهرة باجتنابهم المدنسات لها من كبائر الذنوب والآثام والفواحش.
وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32) وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)
معنى الآيات
صح أو لم يصح أن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ليتنا كنا رجالاً فجاهدنا وكان لنا مثل أجر الرجال فإن الله سميع عليم، والذين يتمنون حسداً وغير حسد ما أكثرهم ومن هنا نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة (32) عباده المؤمنين عن تمني ما فضل الله تعالى به بعضهم على بعض فأعطى هذا وحرم ذاك لحكم اتقضت ذلك، ومن أظهرها الابتلاء بالشُّكرِ والصبر، فقال تعالى:{ولا تتمنوا ما فضل الله به} - من علم أو مال. أو صحة أو جاه أو سلطان - {بعضكم على بعض} وأخبر تعالى أن سنته في الثواب والعقاب والكسب والعمل فليعمل من أراد الأجر والمثوبة بموجبات ذلك من الإِيمان والعمل الصالح، ولا يتمنى ذلك تمنياً، وليكف عن الشرك والمعاصي من خاف العذاب والحرمان ولا يتمنى النجاة تمنياً كما على من أراد المال والجاه فليعمل له بسننه المنوطة به ولا يتمنى فقط فإن التمنى كما قيل بضائع النوكى أي الحمقى، فلذا قال تعالى {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن} ، فرد القضية إلى سنته فيها وهي كسب الإِنسان. كقوله تعالى:{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً ويره ومن يعل مثقال ذرة شراً يره}ثم بين تعالى سنة أخرى في الحصول على المغروب وهي دعاء الله تعالى فقال { واسألوا الله من فضله إ ن الله كان بكل شىء عليما } فمن سأل ربّه وألح عليه موقناً بالاجابة أعطاه فيوفقه للإِتيان بالأسباب، ويصرف عنه الموانع، ويعطيه بغير سبب إن شاء، وهو على كل شىء قدير، بل ومن الأسباب المشروعة الدعاء والإِخلاص فيه.
ثم بين تعالى سنة أخرى في الحصول على المغروب وهي دعاء الله تعالى فقال {واسألوا الله من فضله إ ن الله كان بكل شىء عليما} فمن سأل ربّه وألح عليه موقناً بالاجابة أعطاه فيوفقه للإِتيان بالأسباب، ويصرف عنه الموانع، ويعطيه بغير سبب إن شاء، وهو على كل شىء قدير، بل ومن الأسباب المشروعة الدعاء والإِخلاص فيه. أما الآية (33) فإن الله تعالى يخبر مقرراً حكماً شرعياً قد تقدم في السياق وهو أن لكل من الرجال والنساء ورثة يرثونه إذا مات فقال {ولكل جعلنا موالي} أي أقارب يرثونه إذا مات، وذلك من النساء والرجال أما الذين هم موالي بالحلف أو الإِخاء فقط أي ليسوا من أولي الأرحام فالواجب إعطاؤهم نصيبهم من النصرة والرفادة. والصية له بشىء إذ لا حظ لهم في الإِرثي لقوله تعالى:{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} ولما كان توزيع المال وقسمته تتشوق له النفوس وقد يقع فيه حيف أو ظلم أخبر تعالى أن على كل شىء شهيد فلا يخفى عليه من أمر الناس شىء فليتق ولا يُعص. فقال: {إن الله كان على كل شيء شهيداً} لا يخفى عليه من أمركم شيء فاتقوه وأطيعوه ولا تعصوه
ثم بين تعالى سنة أخرى في الحصول على المغروب وهي دعاء الله تعالى فقال {واسألوا الله من فضله إ ن الله كان بكل شىء عليما} فمن سأل ربّه وألح عليه موقناً بالاجابة أعطاه فيوفقه للإِتيان بالأسباب، ويصرف عنه الموانع، ويعطيه بغير سبب إن شاء، وهو على كل شىء قدير، بل ومن الأسباب المشروعة الدعاء والإِخلاص فيه. أما الآية (33) فإن الله تعالى يخبر مقرراً حكماً شرعياً قد تقدم في السياق وهو أن لكل من الرجال والنساء ورثة يرثونه إذا مات فقال {ولكل جعلنا موالي} أي أقارب يرثونه إذا مات، وذلك من النساء والرجال أما الذين هم موالي بالحلف أو الإِخاء فقط أي ليسوا من أولي الأرحام فالواجب إعطاؤهم نصيبهم من النصرة والرفادة. والصية له بشىء إذ لا حظ لهم في الإِرثي لقوله تعالى:{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} ولما كان توزيع المال وقسمته تتشوق له النفوس وقد يقع فيه حيف أو ظلم أخبر تعالى أن على كل شىء شهيد فلا يخفى عليه من أمر الناس شىء فليتق ولا يُعص. فقال: {إن الله كان على كل شيء شهيداً} لا يخفى عليه من أمركم شيء فاتقوه وأطيعوه ولا تعصوه
هداية الآيات
1- قبح التمني وترك العمل.
2- حرمة الحسد.
3- فضل الدعاء وأنه من الأسباب التى يحصل بها المراد.
4- تقرير مبدأ التوارث في الإِسلام.
5- من عاقد أحداً على حلف أو آخى أحداً وجب عليه أن يعطيه حق النصرة والمساعدة وله أن يوصي له بما دون الثلث، أما الإِرث فلا حق له لنسخ ذلك.
6- وجوب مراقبة الله تعالى، لأنه بكل شىء عليم، وعلى كل شيء شهيد.
2- حرمة الحسد.
3- فضل الدعاء وأنه من الأسباب التى يحصل بها المراد.
4- تقرير مبدأ التوارث في الإِسلام.
5- من عاقد أحداً على حلف أو آخى أحداً وجب عليه أن يعطيه حق النصرة والمساعدة وله أن يوصي له بما دون الثلث، أما الإِرث فلا حق له لنسخ ذلك.
6- وجوب مراقبة الله تعالى، لأنه بكل شىء عليم، وعلى كل شيء شهيد.
وصلة الوورد
إلى اللقاء في الآيات القادمة