16‏/6‏/2009

[الدّرس 4] تدوين القرآن ..~ (1)




بسْمِـ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحِيْمِـ


أول ما نزل من القرآن الكريم كما هو معلوم

قوله تعالى { إقْرَأ بسْمِ رَبِّكَ الّذِي خَلَقَ }
العلق-1


و آخــر ما نزل من القرآن في قوله تعالى

{ وَاتّقُواْ يِوْمـًا تُرْجَعُوْنَ فِيْهِ إلَى اللهِ ثُمّ تُوَفّى كُلُّ نَفْسٌ بمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَاْ يُظْلَمُوْنَ } البقرة-281

و قال جبريل عليه السلام للنّبي صلى الله عليه و سلم :

ضعها على رأس مئتين و ثمانين من البقرة

فالنبي صلى الله عليه و سلم .. بلّغنا القرآن بطريقين :

الأول .. و هو [ النصّ المكتوب ]

الصحابة الكرام .. كان من يتقن الكتابة منهم عدد محدود ..

فكان صلى الله عليه و سلم لمّا ينزل عليه مقطع من المقاطع القرآنية

يدعوا من حضره من الكَتَبَة الذين يجيدون الكتابة من أصحابه

فيكتبون أمامه صلى الله عليه و سلم المقطع الذي أنزل عليه و الوحي حاضر

و هذا هو الطريق الأول ..
أنه بلّغ الأمة القرآن مكتوباً


الثاني .. [ النقل الصوتي ] للقرآن العظيم

و هو أنّ النبي صلى الله عليه و سلم تلفّظ بالقرآن العظيم و نطقه أمام أصحابه

من يعرف الكتابة منهم و من لا يعرف .. فكانوا يسمعون منه

و يعيدون فيسمع هو منهم .. فمن قرأ قراءة صحيحة أقرّه صلى الله عليه و سلم

و من كان عنده خلل صحّح له صلى الله عليه و سلم تلاوته

ثم انتشر الصحابة و صاروا يعلمون غيرهم من الصحابة أو يعلمون بعد رسول الله

الجيل الذي بعدهم و هو جيل التابعين


و قد وصلنا القرآن العظيم في هذا العصر .. بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم

بأكثر من 1400 من السنين .. وصلنا متواتراً بهذين الأسلوبين


التواتر : هو أن يكون هناك خبر من الأخبار أو حدث أو أمر في زمن ما ..

وصل إلينا في زمننا بطريق مأمون من التغيير و التبديل .. و يكون ذلك ..

أن ينقل هذا الخبر جيل إلى جيل إلى جيل إلى عصرنا ، طبقة بعد طبقة بعد طبقة

من أول الإسناد إلى آخره


{ إنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الْذّكْرَ وَ إنّا لَهُ لَحَافِظُوْنَ }


انتهى ~