بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ...
الأخوات الفضليات ..
دنا الأجل ، واقترب الأمل ، والمرء يحدوه الشوق لأفضل رمضان في الحياة هذا العام ، وقد جعلنا شغلنا الشاغل تفريغ القلب لله تعالى ، والانقطاع له في رمضان هذا العام ، وتعرفنا على عيوبنا ، وطلبت منكن إعلان الفرار إلى الله من الآن .
ولكن كيف نصل لدرجة التبتل ؟
لما سئل الجنيد : كيف السبيل إلى الانقطاع إلى الله ؟
قال : بتوبة تحل الإصرار ، وخوف يزيل التسويف ، ورجاء يبعث على قصد مسالك العمل ، وذكر الله على اختلاف الأوقات ، وإهانة النفس بقربها من الأجل ، وبعدها عن الأمل .
فأولاً : توبة تحل الإصرار .الإصرار : هو الاستقرار على المخالفة والعزم على المعاودة .
يقول ابن القيم : فالإصرار على المعصية معصية أخرى والقعود عن تدراك الفارط من المعصية إصرار ورضا بها وطمأنينة إليها وذلك علامة الهلاك .
فالإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يربى عليها "
ومن هنا جددي التوبة من الذنوب جميعا ، سلي نفسك : عن لسانك وكثرة الكلام والوقوع في الغيبة والنميمة والخوض بالباطل ، سلي قلبك عن الضغائن والشحناء والحسد والتسخط ، سلي عينك عن مدها إلى زينة الحياة الدنيا والافتتان بها ، سلي أذنك عن الاستماع للسفاسف والانصات لما لا يرضي ربك ، هل عندك من هذا ؟؟؟
فأكثري الاستغفار ، فما أصر من استغفر ، وتذكري أنَّ لك ربًا عظيمًا ، فلا تتهاوني بالذنب فيمقتك لأنك لا تستحي منه ، وتتهاوني بستره عليك فاحذري .
(2) خوف يزيل التسويف .
عقد الخطيب البغدادي بابا في آخر كتابه الماتع " اقتضاء العلم للعمل " بَابُ ذَمِّ التَّسْوِيفِ .
ذكر فيه أنه قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ : أَوْصِ ، قَالَ : احْذَرُوا سَوْفَ "
وقَالَ الْحَسَنِ : " إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ ، فَإِنَّكَ بِيَوْمِكِ وَلَسْتَ بِغَدِكَ .
عَنْ أَبِي الْجَلْدِ ، قَالَ : " ( قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ ) : إِنَّ ( سَوْفَ ) جُنْدٌ مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ " .
قال يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ : " كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ سَمُرَةَ السَّائِحُ ، بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ " : " أَيْ أَخِي ، إِيَّاكَ وَتَأْمِيرَ التَّسْوِيفِ عَلَى نَفْسِكَ ، وَإِمْكَانَهُ مِنْ قَلْبِكَ ؛ فَإِنَّهُ مَحِلُّ الْكَلَالِ ، وَمَوْئِلُ التَّلَفِ .
موعظة اليوم : حذار من أعداء رمضان الثلاثة .
قال تعالى :" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "
(1) " من أغفلنا قلبه " سكران الهوى ، غافل القلب ، المنشغل عن الله .
(2) " واتبع هواه " عابدة هواها ومزاجها وشهواتها ، من لا تقول لنفسها : لا أبدا .
(3) " وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، . قَالَ : تَسْوِيفًا "
هذه هي من لازالت تنتظر رمضان حتى ينصلح حالها .
فإياك أن تكوني على خصلة من هذه ، أو تصاحبي من على هذه الشاكلة .
ولكن اصبري وجاهدى واصطبري مع الأخوات المتعبدات لله تعالى أصحاب الأهداف الإيمانية الواضحة ، من حلمها زيادة الرصيد عند ربها ، وعتق رقبتها ، وبلوغ ثمرة التقوى ، وتحصيل الجائزة ، لا تفارقي هؤلاء فتندمين ، وإن لم تجديها ترزقيها بإخلاصك .
تابعي جداول الطاعة ، والأخوات اللاتي يتنافسن في ختم القرآن كل ثلاث ، أنت لست أقل منهن ، هيا أر الله من نفسك أنك بحق تحبيه وعلى أتم الاستعداد للبذل من أجل حبك له ، أيتها المشتاقة لا تنسي شعارك .
سابقنا سابق ، لن يسبقني إلى الله أحد ، لأرين الله ما أصنع ، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين .
واجب المحاضرات :
الاستماع لمحاضرة : لماذا لا تعملين بما تعرفين ؟
http://www.manhag.net/droos/details.php?file=219
ومحاضرة :
رجاء خاص
الاهتمام بنشر وتوزيع كتيب ( يومك في رمضان ) في هذا الوقت لتعم المنفعة على الجميع ، ويبدأ الجميع في التواصي العملي باليوم الأمثل للمسلمة في رمضان ، وايضا نشر محاضرة ( يوم المسلمة في رمضان ) كبرنامج عملي لكُنَّ ، فلا تخذلونني .
( هذا نذير )
أوصيكن بالاستغفار كثيرا حتى لا تحرمن هذا المشروع مرة أخرى ، وكثرة الدعاء بالبركة ، والاستجابة التامة للواجبات ، فبغيرها قد تحرمن ليس من المشروع وإنما ....
خايف على رمضان ....................والله المستعان